أقدمت فرنسا على عزل بن يوسف وفرضت بن عرفة سلطانا على المغاربة، لكنه لم يعمر طويلا .فكيف عاشت البلاد عهده.
فوجئ أهل فاس بموافقة محمد بن عرفة، سليل الأسرة العلوية، على قرار سلطات الإقامة العامة الفرنسية بأن يخلف السلطان محمد بن يوسف في حال إبعاده. لم تمر إلا أيام قليلة، حتى تم عزل ونفي السلطان رفقة أفراد عائلته، ووجد بن عرفة نفسه جالسا على العرش. غير أن فرحة الوافد الجديد على المشور السعيد في الرباط لم تدم طويلا، إذ عرفت بداية عهده موجة من الاضطرابات والاحتجاجات الشعبية، اضطرت معها السلطات الفرنسية إلى استدراك الأمور، والعودة إلى ما كانت عليه الحالة، أي عودة السلطان الشرعي إلى عرشه .حكم بن عرفة، الذي بايعه معظم العلماء باستثناء شيخ الإسلام محمد بن العربي العلوي، المغرب صوريا، بين 20 غشت 1953 ونونبر 1955 وتعرض لأكثر من محاولة اغتيال. وفي النهاية، اعترف بنفسه أنه ارتكب أكبر خطأ في حياته، وأنه كان أشبه بألعوبة طفل، يحركها شمالا فتتحرك، ويعكس بها الاتجاه فتمتثل. يتطرق الملف، الذي تقترحه عليكم مجلة “زمان“، إلى عهد بن عرفة الذي ما يزال يطرح الكثير من الأسئلة حول الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي عاشها المغرب في ظل حكمه، وسط مناخ عام تميز بتوتر الأجواء بين المغاربة والفرنسيين، حيث غلب طابع المواجهة على العلاقة بين الطرفين فيما يمكن أن نطلق عليه “توازن الرعب“، رغم أن سلطات الحماية باشرت، بعد عزل السلطان، سلسلة من الإصلاحات في كل المجالات، لكنها كانت، في الواقع، مجرد إصلاحات شكلية، حاولت من خلالها، إيجاد غطاء مؤسساتي قانوني لكي تحكم الإقامة العامة السيطرة على مفاصل القرار.
تتمة الملف تجدونها في العدد 64 من مجلتكم «زمان»