صدم اغتيال ثريا الشاوي، أول ربانة طائرة في المغرب الكبير، المغاربة الذين كانوا يستعدون للاحتفال باستقلال البلاد غداة الجريمة الشنعاء في 1 مارس 1956. جريمة غامضة أودت بحياة رمز من رموز تحرر المرأة المغربية ورقيها.
قدر للدار البيضاء أن تعيش أولى ساعات الاستقلال، الرسمي، للمملكة في أجواء من الحزن والصدمة. فساعات قليلة قبل التوقيع الرسمي على استقلال المغرب في 2 مارس 1956 استفاق سكان المدينة التي كانت عاصمة للمقاومة المسلحة ضد الاستعمار، على صدمة اغتيال ثريا الشاوي. صدمة قوية زادت حدتها شخصية الضحية. فثريا الشاوي، وإن لم تكن في طليعة الأسماء التي قادت النضال ضد الاستعمار، إلا أنها كانت رمزا لنضال المرأة المغربية من أجل تحرر مزدوج من ربقة الاستعمار وتقاليد المجتمع، قادها لأن تصبح أول امرأة في المغرب الكبير تقود الطائرة. يتعلق الأمر بإنجاز فريد من نوعه، في ظروف تلك المرحلة، سرعان ما شاءت الأقدار أن يتحطم في المهد حين امتدت يد غادرة لتودي بحياة ثريا الشاوي في جريمة غامضة. من كانت له مصلحة في اغتيال ثريا؟ لماذا نفذ الاغتيال عشية 2 مارس 1956؟
مسار حافل
ولدت ثريا الشاوي سنة 1937 بمدينة فاس، وفي سنة 1941 بدأت مشوارها الدراسي حين التحقت بمدرسة “دار اعدييل”، حيث درست القرآن واللغة العربية والفرنسية. في هذه المدرسة عاشت الطفلة ثريا مغامرة فريدة، لعلها كانت مؤشرا مبكرا على شجاعتها الفريدة. ففي سنة 1944 قررت معلمة ثريا الإضراب عن التدريس احتجاجا على اغتيال سلطات الاستعمار للمتظاهرين المغاربة المطالبين بالاستقلال أواخر يناير من تلك السنة.
مروان الجزولي
تتمة المقال تجدونها في العدد 7 من مجلتكم «زمان»