انبثقت لجنة القدس عن اجتماع لوزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي. وجاء ذلك الاجتماع، الذي انعقد بمدينة جدة السعودية في عام 1975، بعد حوالي 27 سنة عن خلق دولة إسرائيل، والتي لم تعد تخفي نواياها في التهام المزيد من الأراضي الفلسطينية، بل وجعل القدس عاصمة لها.
كان العالم الإسلامي، وقتئذ، ما يزال لم يهضم، بعد، هزيمة “إخوانه” العرب في الدين أمام إسرائيل. وحين أسندت إلى ملك المغرب الراحل الحسن الثاني رئاسة لجنة القدس، خلال قمة منظمة المؤتمر الإسلامي يوم 12 ماي 1979، كانت موازين القوى قد بدأت تميل إلى الدولة العبرية التي سخرت لوبياتها لضمان دعم الدول الكبرى، المتحكمة في دواليب القرار العالمي.
فقد شرع ساسة تل أبيب، فعلا وأمام أنظار العالم، في تهويد المعالم الإسلامية المقدسة، ووصلت يدهم إلى “أولى القبلتين وثالث الحرمين”، للعبث في الهوية الإسلامية والمسيحية التاريخية، واستهداف المقدسيين من خلال القتل والتهجير وهدم البيوت ومصادرة الأراضي.
“قضية القدس الشريف علينا أن لا نبرزها كقضية عاطفية فقط، ولا كاسترجاع مأثر من مآثر تاريخنا فقط، بل علينا أن نبرزها كمثال شاخص لما يمكن للغطرسة والظلم والجهالة الجهلاء، أن تفعل في قيم روحية أبدية أزلية”، يقول الحسن الثاني في خطابه أمام وزراء خارجية الدول الإسلامية، والذي عبر فيه عن اعتزازه بكون “المجموعة الإسلامية في العالم كله أبت إلا أن تسند لخديم شعبه وخديم الشعوب الإسلامية كلها رئاسة لجنة القدس للدفاع عن حقوق أولى القبلتين وثالث الحرمين”.
تحمل الحسن الثاني مسؤولية رئاسة لجنة القدس إلى أن وافاه الأجل المحتوم، تاركا الأمانة، أمانة القدس، في عنق “وارث سره” محمد السادس.
أي نتيجة
View All Result