سجل التاريخ أن الجيش المغربي، على عهد الاستقلال، رأى النور يوم 15 ماي من عام 1956. غير أن عشية ذلك اليوم، أي 14 ماي، كان الأمر قد أصبح واقعا على الأرض. ففيه، أقر بضعة آلاف من الرجال، الذين شكلوا النواة الأولى للقوات المسلحة الملكية، بسلطة العرش، وأدوا قسم الولاء لمحمد الخامس.
هدف الملك من خلال تأسيس جيش منظم إلى وضع قطيعة مع الاضطرابات والفوضى التي عرفها المغرب غداة جلاء الاستعمار. فعبر تخوم ومناطق المملكة، كان المئات من الرجال المسلحين يتجولون بحرية، دون أن يعرف أحد بمن يدينون له بالولاء.
لم يكن القصر ينظر بعين الرضا والارتياح للأمر، بل ارتاب في أن يستمر البعض في حمل السلاح، ضدا على دولة القانون، فعمل على توحيد المجموعات “الوفية للعرش”، كما حرص، بشكل خاص، على إدماج عناصر محترفة سبقت أن اشتغلت في صفوف الجيشين الفرنسي والإسباني، وإن لقي الخيار الثاني معارضة داخل الحركة الوطنية.
هكذا، تشكلت القوات المسلحة الملكية، في يومها الأول، من 15000 مغربي، جنودا وضباطا سبق أن حملوا الزي العسكري الفرنسي، ومن 10000 آخرين اشتغلوا في الجيش الإسباني، وحوالي 5000 من أعضاء جيش التحرير الوطني. لم تكن أولى البدايات مشجعة على التعايش بين من كانوا في فيالق الاستعمار وبين من حملوا السلاح من أجل الاستقلال، “لكن الحب يأتي مع العيش معاً”. وفي لحظة لم تتأخر، وجد الجميع نفسه يخدم القضية عينها، أي السهر على أمن الوطن وسلامة المواطن.
ضم الجيش الجديد، أيضا، الدرك الملكي والقوات المساعدة، قبل أن “يستقلا” معا في وقت لاحق داخل وحداتهما الخاصة، فيما انتظمت مؤسسات القوات المسلحة الملكية، وتفرعت داخلها جيوش البر والبحر والجو.
أي نتيجة
View All Result