اقترن حزب الاستقلال، أعرق الأحزاب المغربية، بالكفاح الوطني ضد الاستعمار، ومثل أبرز تعبير عن الحركة الوطنية. كما لعب أدوارا أساسية في المغرب المستقل، قبل وبعد الانشقاق الذي عرفه سنة 1959. من البديهي إذن، أن يكون هذا الحزب موضوعا للاهتمام التاريخي، إذ صنع رجاله ونساؤه، قادة ومناضلين قاعديين، الكثير من أحداث التاريخ الراهن لبلادنا.
ولأن الحزب ما يزال فاعلا اليوم، وموضوعا للمواكبة الإعلامية الراهنة بحكم تأثيره في الساحة السياسية، ينبغي التشديد على أن الملف الذي تقترحه “زمان” حول تاريخ الحزب، لا علاقة له بحاضره، ولا بأي جانب من جوانب التطورات التي يعرفها اليوم، في حياته الداخلية، أو في ما يرتبط بالساحة الوطنية عموما. ما يلي من مواد هذا الملف تهتم، حصريا، بالماضي. والتاريخ الراهن، جزء من التاريخ، كما هو معلوم.
من نافل القول إن الوقائع الرئيسية لهذا التاريخ معروفة، بدءا بالمبادرات الوطنية التي أطلقت منذ ثلاثينات القرن الماضي، قبل تأسيس حزب الاستقلال، ومرورا بفصول المواجهة مع الاستعمار، ثم ملابسات الصراع حول بناء الدولة الوطنية، وانتهاء بانشقاق الحزب واستمرار أحد جناحيه حاملا الاسم الأصلي “الاستقلال”. ليس المقام، إذن، مقام استعراض لهذه الكرونولوجيا واستذكراها، بقدر ما هو مناسبة للتساؤل حول خصوصيات ظاهرة سياسية مميزة للتاريخ الوطني يجسدها حزب الاستقلال. ولعل هذا ما يجعل الملف الذي تضعه “زمان” بين أيديكم، يطرح من الأسئلة أكثر مما يقدم من الأجوبة.
هيئة التحرير
تتمة الملف تجدونها في العدد 40 من مجلتكم «زمان»