لم تكن العروش دائما حكرا على الرجال. لقد حملت بعض الاستثناءات نساء إلى السلطة، سلطانات منسيات في العالم الإسلامي. هذه بعض قصصهن.
ظلت السلطة ذكورية على مدى التاريخ، سواء في الثقافة الإسلامية أو غيرها من الثقافات. مبادئ المساواة بين الجنسين وحقوق المرأة ظاهرة حديثة، ما تزال موضوع مقاومة وتردد، خصوصا في المجتمعات المتأخرة تاريخيا. تكتسي هذه المقاومة طابعا خاصا في الفضاء الإسلامي، إذ يجري تأويل الدين والتاريخ على نحو إقصائي يبرر إبعاد النساء عن المشاركة في السلطة، ومعاكسة كل الحقوق التي تجعلهن متساويات مع الرجال. وذلك توافقا مع سيادة الثقافة الذكورية المتوارثة عبر الأجيال.
بيد أن وقائع التاريخ، وإن كانت تحفل بما يخدم هذا التأويل، فإنها تتضمن العديد من الاستثناءات التي بلغت فيها النساء سدة الحكم. تقترح عليكم “زمان” في هذا الملف تسليط الضوء على بعض من هذه الاستثناءات، حيث يظهر بوضوح أن إبعاد المرأة عن صدارة المجتمع ليس قدرا حتميا، ولم يكن دائما كذلك. كما يظهر أن تأويل جزء من التقاليد الدينية على نحو يعاكس حقوق المرأة، ليس هو التأويل الصواب. بل إن التاريخ، تاريخ صدر الإسلام تحديدا، يؤكد بوقائعه أن تولي امرأة الأمر لم يكن منكرا كما ذهب إلى ذلك البعض. لقد عرف التاريخ الإسلامي، في المغرب والمشرق، “سلطانات منسيات” بتعبير الراحلة فاطمة المرنيسي، الباحثة السوسيولوجية الشهيرة التي اشتهرت بجرأتها في اقتحام هذا المجال المنسي من التاريخ. ولعل في العودة لتناول هذا الموضوع، نوعا من رد الاعتبار لهذه الباحثة الفذة.
هيئة التحرير
تتمة الملف تجدونها في العدد 39 من مجلتكم «زمان»