تعرضت السفارة المغربية، التي أوفدها الحسن الأول إلى إيطاليا سنة 1876، للسرقة، وهي السرقة التي واجهها السفير الزبيدي بحكمة، في الوقت الذي استنفرت السلطات هنالك، وألقت القبض على اللصوص في ظرف وجيز.
نشطت الدبلوماسية المغربية، بشكل مكثف خلال القرن التاسع عشر، صوب أوربا، التي أرغمت المغرب على عقد معاهدات تجارية غير متكافئة بعد حرب تطوان 1860، وهي المعاهدات التي غيرت بعمق طبيعة العلاقات المغربية الأوربية. لهذه الأسباب وغيرها، عمل السلطان الحسن الأول على إرسال سفارة محملة بكم هائل من الهدايا العينية والمالية لإظهار قوة المغرب وكسب الرأي العام الأوربي. في هذا الإطار التاريخي، دشن الحسن الأول بداية حكمه بفتح باب الحوار والتواصل مع سفراء الدول الأوربية المقيمة بطنجة، فبعد استقباله السفير الفرنسي طيسو بفاس سنة 1873، والسفير البريطاني دريموند هاي في أبريل 1875، استقبل السفير الإيطالي ستيفانو سكوفاسو بفاس في يونيو 1876، بعدما أتمت إيطاليا وحدتها السياسية تحت حكم الملك إمنويل الثاني.
طلب كل السفراء الأجانب، الذين حظوا باستقبال من طرف السلطان الحسن الأول، إرسال سفارة مغربية لبلادهم، فبادر بانتهاز فرصة هذا التباري القائم بين الدول الأوربية على سيادة المغرب، بتغيير برنامج السفارة المغربية التي كانت ستتجه إلى فرنسا فقط في صيف 1875، وتأجيله إلى السنة المقبلة أي صيف 1876، على أن يكون برنامجا موسعا يشمل فرنسا وبلجيكا وبريطانيا وإيطاليا، موظفا بذلك المنافسة الدولية لصالح استقلالية المغرب، ومستفيدا من التناقضات التي كانت سائدة في صفوف القوى الأوربية لحسابه، قصد إخراج قضية الحماية القنصلية من إطارها الضيق إلى مجال الدراسة والتقنين.
عز المغرب معنينو
تتمة المقال تجدونها في العدد 39 من مجلتكم «زمان»