انتصار المغرب في معركة واد المخازن وشعوره بالقوة، بعد ذلك، دفعاه إلى غزو ما كان يسمى آنذاك بالسودان، رغم معارضة غالبية أهل الحل والعقد من علماء فاس ومراكش.
قامت سنة 1591 حملة عسكرية مغربية برئاسة الباشا جودر، من العلوج الأندلسيين، وبأمر من السلطان أحمد المنصور الذهبي، بغزو ما كان يسمى آنذاك بالسودان، والمعروف تاريخيا السودان الغربي، ويضم حوض نهر السنغال وحوض نهر النيجر. وكان الغزو يستهدف آخر أكبر ثالث مملكة محلية -بعد مملكة غانا ومملكة مالي- هي مملكة سنغاي، والتي كانت تحت حكم أسرة اتخذت لها لقب أسكيا.
بعد الحملة أصبح السودان الغربي أو على الأقل ثنية نهر النيجر، بصحرائه الشمالية انطلاقا من مملحتي تاودني وتغازة إلى مدينتي تنبكت وغاو، تابعا للدولة السعدية.
طرحت وأنتجت هذه الحملة عدة أسئلة عن الأسباب ومراحل التمكن من المجال وآليات تسييره، كما أنتجت عدة أساطير مؤسسة حول الإمبراطورية المغربية المحتملة، وفتح السودان، وإدخال الإسلام لتلك المجالات وتبعيتها للمغرب إلى حدود بداية الاستعمار الأوربي. وإذا كان لهذا الدرس التاريخي حضور متواضع في المدرسة المغربية إلا أن حضوره في المدرسة المالية بالخصوص له أبعاد إيديولوجية مهمة وربما آنية. كما أن إحدى أهم طروحات تفسير وضع الهون الما بعدي وفتح الباب أمام الاستعمار لدى بعض المؤرخين الماليين قد ترجع السبب لهذه الحملة.
خالد الشكراوي
تتمة المقال تجدونها في العدد 1 من مجلتكم «زمان»