استعملت الدول المغربية، بدءا من المرابطين، الطبل كوسيلة لإعلان الحرب وتحفيز الجند وبث الرعب في نفوس الأعداء. كما كان شارة من شارات الحكم.
دقت طبول الحرب أو قرعت طبول الحرب، هكذا كان السياسيون، عبر التاريخ وفي كل الحضارات، يعبرون زمن الأزمات والتصعيد مع العدو عن حالة الاستعداد والطوارئ العسكرية. يشير التعبير بالطبل، دون غيره من الآلات الموسيقية، إلى أهميته ودلالته الرمزية عند مختلف الشعوب والحضارات. ويقول المؤرخون إنه استخدم منذ أكثر من 4500 سنة في المعابد لبعث الرهبة والخوف في نفوس زائريها، واستخدمته الجيوش لبث الشجاعة في نفوس الناس وهم يواجهون العدو، وكان حاضرا دوما في الأعياد والأعراس وفي تأبين الضحايا، ووقت الصيد وعند جني الثمار، وأوقات السمر والرقص الجماعي، وكل مناسبات الحزن والفرح والاستقبال.
واعتبر الطبل عند بعض القبائل، كالطوارق، رمزا للسيادة وعنصرا مهما في نظام الإمارة، فكان لكل إمارة ولكل قبيلة طبلها الخاص، ويحتفظ الأمير أو الشيخ بالطبول ويرثها عنه من يتولى بعده. وجرت العادة عندهم بوضع عدد من الطبول عند خيمة الزعيم، فإذا أمر قائد القبيلة بقرع الطبل خمس مرات، فإن ذلك يعني أن الحي قرر الرحيل إلى منتجع آخر في الصحراء .وإذا دوى الطبل ثلاث مرات متواصلة وسريعة، كان ذلك بمثابة صفارة الإنذار المعلنة بهجوم وشيك للعدو، كما كان للفرح والعرس والاحتفال قرعاته الخاصة.
فما هي أهمية الطبل في تاريخ الدولة المغربية؟ وكيف استخدم من طرف مختلف الدول التي حكمت المغرب لأغراض حربية؟ ولِم كان الموحدون أكثر هذه الدول اعتناء بالطبل وتوظيفا له في المعارك الحربية؟ وما هي أنواع هذه الطبول ومهامها؟
محمد عبد الوهاب رفيقي
تتمة المقال تجدونها في العدد 104 من مجلتكم «زمان»