تفيد مخطوطات أن ”جبل احمام”، المعروف أكثر باسم سيدي بوخيار نسبة إلى الولي حيث يوجد ضريحه، كان غنيا منذ القديم بالمعادن النفيسة، وظل كذلك إلى وقت قريب، مما شكل شرارة اقتتال الأهالي، كما كان محط أطماع أجنبية.
إلى عهد قريب لم يخطر على البال أن يحتفظ “جبل احمام“، حيث يوجد مزار سيدي بوخيار، بهذا الكم الهائل من الأسرار، بل حتى سكانه لا يصدقون ذلك إلى اليوم، ماعدا حديثهم عن ضريح سيدي بوخيار ولالة منانة وما نسج حولهما من قصص وأساطير، حتى أصبح مزارا ومحجّا سنويا لسكان الريف الأوسط خاصة. بينما هذا الجبل له كذلك أسرار باطنية بقيت إلى اليوم طي الكتمان، باستثناء ما وثقه الأجانب من خلال حركية تجار المعادن الأوربيين. هؤلاء أطلقوا عليه بدورهم اسم “الجبل الأسطوري“ أسوة بأصحاب الأرض، وارتبطت تسميتهم له بكنوزه الباطنية، بما ينطبق ونظرية أرسطو (جدلية الظاهر والباطن) التي ربطت الباطن بعالم المثل والميثولوجيا بدل الظاهر. ففي 1882، أرسل بعض من تجار المعادن، المنضوون تحت شركات معادن فرنسا، خبيرا إلى هذه المنطقة، مرتديا لباسا محليا، من أجل إجراء دراسات محدودة، وجلب معه بعض عينات التربة والحجر. هذا الحجر الذي كان يستعمله الريفي للتيمم في أوقات ندرة المياه في قمة الجبل .بعد فحص هذه المواد في مختبرات فرنسا، تبين أن جبل الحمام أسطوري فعلا، يتوفر في جوفه على معادن نفيسة من بينها معدن الذهب، فعمل بعض هؤلاء التجار على الفوز بعقود البيع من عند بعض المالكين، بشرط أن يكون التنقيب بعيدا شيئا ما عن مزار سيدي بوخيار حتى يحافظوا للريفي على مكان للحج والعبادة والتذرع إلى لله لطلب الخير والبركة، وأن لا يثيروا غضبه. ففي غفلة عن الجميع، فازوا بعقود البيع مدى الحياة.
جمال الكتابي
تتمة المقال تجدونها في العدد 122 من مجلتكم «زمان»