يرى شعيب حليفي، الأستاذ الجامعي في كلية الآداب ببنمسيك والباحث في الرحلة وعالم الاستكشاف، أن المغرب كان دائما قبلة للمغامرين والمستكشفين الأجانب، وأن الذين أتوا في القرن التاسع عشر، خاصة الفرنسيين، هم من مهدوا للاستعمار.
المستكشفون الأوربيون يتوافدون على المغرب؟
أولا، يجب التذكير أن المغرب كان، دائما على مر التاريخ، قبلة للمستكشفين. وهنا لا بد من العودة لحدث قديم جدا يرجع إلى 465 سنة قبل الميلاد، حين قدم حانون القرطاجني من تونس في رحلة بحرية وعبر المغرب، وقد خلّف وثيقة من صفحات محدودة جدا، يتحدث فيها عن المغرب، وعن بعض المناطق الساحلية التي زارها وترك فيها أثره. ويمكن إدراج رحلة حانون ضمن الرحلات الاستكشافية الأولى، شأنها في ذلك شأن رحلة الإسكندر المقدوني التي رافقه فيها الكثير من العلماء والأدباء والفلاسفة، ورحلات كثيرة استكشافية ذات بُعد اقتصادي وتجاري وسياسي.
وفي القرن التاسع عشر، بدأ الحس الاستكشافي لدى الأوربيين مباشرة بعد هزيمتي المغرب أمام فرنسا في حرب إيسلي سنة 1844، وأمام إسبانيا في حرب تطوان 1860. ثم على عهد السلطان مولاي الحسن الأول، الذي عمل على قبول استقدام بعثات عسكرية أوربية في إطار مشاريعه الإصلاحية. ذلك، أنه أثناء إحدى حركاته ضد بعض القبائل الشرقية (1876-1877)، التقى قادة عسكريين فرنسيين كانوا بالجزائر، فاقترحوا عليه بعثات عسكرية أوربية لتدريب وتطوير الجيش المخزني، فاستجاب، لكن أولئك العسكريين، بمجرد ما ثبتوا أقدامهم، حتى شرعوا في كتابة تقارير عن أوضاع المغرب، كأنهم مستكشفون، ويبعثون بها إلى الوزراء المفوضين لبلادهم المستقرين في مدينة طنجة، ثم يبعثون بتلك التقارير إلى حكوماتهم، خاصة الفرنسيين والإسبان والألمان قبل أن ينضاف الإيطاليون أيضا.
حاوره عمر جاري
تتمة الملف تجدونها في العدد 43 من مجلتكم «زمان»