أجمع بعض متصوفة المغرب الوسيط، الذين آثروا الانزواء داخل الرباطات والمساجد والزوايا، على اعتبار المرأة مرادفة للشيطان وبمثابة النفس الأمارة بالسوء.
لم يخرج موقف البعض من متصوفة مغرب العصر الوسيط تجاه المرأة عن تصور معظم شرائح مجتمع تلك الحقبة، فقد شاطروها الصورة الدونية والتحقيرية التي وسموها بها، ولعل هذا ما يبدو في تشجيعهم لكل اتجاه متعصب ضدها، وفي إلقائهم باللائمة على النساء فيما يتحيف بالرجال من فحشاء ومنكر.
لم يتورع بعض المتصوفة في اعتبار النساء مرادفات للشيطان، وكيانا للفتنة والإغواء. فهن في نظر الماجري «فخ منصوب، وداء عطوب لا يقع فيه إلا من اغتر به»، لهذا حذر مريديه «من فتنة هذا الجنس المعهود»، ومن الابتلاء بمجالسة العجائز منهن، وعزا أصل كل فتنة إليهن، فقال: «ما كانت فتنة هاروت وماروت إلا بسبب امرأة».
أما ابن عباد الصوفي المتنسك، فقد جعل المرأة متاعا دنيويا، وبمثابة النفس الأمارة بالسوء، التي تسعى دائما إلى إغراء الرجل وإيقاعه في الخطيئة، كما وصفها بالنحس والشؤم، حتى أنه حرم على نفسه النظر إليها.في الاتجاه ذاته، دعا أحد متصوفة القرن الثامن الهجري، إلى تجنب معاشرة النساء، وحذر من مكائدهن من خلال ترديد أبيات شعرية كثيرا ما رددها غيره من المتصوفة للتعبير عما اتصفت به المرأة في نظرهم من مكر وغدر، وعما مثلته من غواية وشر…
محماد لطيف
تتمة المقال تجدونها في العدد 8 من مجلتكم «زمان»