يعرف عن السيدة عائشة بلعربي كسياسية وجامعية تعددت بصماتها الفكرية والسياسية، فهي عالمة اجتماع وناشطة ووزيرة سابقة وسفيرة تنقلت بين عدة عوالم. في هذا الحوار مع مجلة “زمان” تعود فيه بلعربي إلى الوراء إلى مسقط رأسها في سلا، ورحلتها كناشطة يسارية، وتلميذة لبول باسكون، ومدافعة عن حقوق المرأة منذ ريعان شبابها ثم وزيرة في حكومة التناوب.
السيدة بلعربي، ما الذي اشتغلت عليه مؤخرا؟
لقد كرست العامين الماضيين للنشاط الأكثر أهمية بالنسبة لي، وهو تعليم الفتيات المغربيات من فترة ما قبل الاستعمار حتى يومنا هذا. استفدت من الوثائق الشاملة التي تمكنت من جمعها طوال مسيرتي المهنية لكتابة المجلد الأول من العمل.
لقد أصبحت من المتخصصين في تعليم المرأة المغربية، ما هو الاستنتاج الذي خرجت به من أبحاثك الحالية؟
هو أنه يجب أن يكون لديك دائما مقاربة مقارنة عند القيام بهذا النوع من العمل. هذا هو السبب في أنني مهتمة بشكل خاص بالتنشئة الاجتماعية المتفاوتة، أي التباين بين الرجال والنساء. وفي هذا الصدد، لا شك في أن المرأة لا تتمتع بنفس الحقوق التي يتمتع بها الرجل، مما يعيق بشكل خطير تقدمها وتطوير نفسها. على الرغم من أن الوضع قد تغير بشكل كبير خلال العقدين الأخيرين، لكننا ما زلنا نحمل إرثا ثقيلا من عدم المساواة بين الجنسين اليوم. ولقرون، لم تؤمن عقلية مجتمعنا بضرورة تعليم الفتيات، حيث كان مكان المرأة هو المنزل، وأي تعليم قد تستفيد منه يجب أن يصب في مصلحة هذا المنزل فقط وليس لنفسها. لذلك فإن تعليم المرأة المغربية لا يمكن أن يخدم إلا رفاه زوجها وأطفالها.
ماذا نعرف عن مستوى محو الأمية لدى النساء قبل القرن العشرين؟
كان من النادر للغاية أن تتمكن المرأة من القراءة والكتابة قبل فترة الحماية. القلائل اللواتي استفدن هن، عموما، سيدات البلاط أو الأميرات أو المحظيات بدرجة أقل. لكن تعليمهن ينتهي على أي حال بزواجهن، والذي كان مبكرا جدا. لاحظ أن تعليم النساء المقربات من دوائر السلطة شملت أيضا جوانب أخرى، مثل الشعر والغناء. لكنهن لا يمثلن على الإطلاق نساء عصرهن. كنا بعيدين عن مستوى التعليم الممنوح للمرأة في السياق الأوربي أو العثماني من نفس الفترة.
حاورها سامي لقمهري
تتمة الحوار تجدونها في العدد 83 من مجلتكم «زمان»