الزمان: انتخابات يونيو سنة 1997. المكان: قرية منسية تدعى سيدي بطاش. كان المغاربة على موعد مع أبرز الأحداث السياسية التي مثلت تهديدا حقيقية للمصالحة بين المعارضة الوطنية (الكتلة) والنظام. دخل عبد الله أعگاو، وهو معتقل سابق ذاق ويلات سجن تازمامارت السيء الذكر، الانتخابات المحلية مرشحا عن حزب منظمة العمل الديمقراطي الشعبي وهو بالكاد يندمج في الحياة العامة. فشلت الدولة في الاختبار حينما اختطفت نتيجة الاقتراع، لتدخل سيدي بطاش سلسلة أحداث عنيفة تخللتها مواجهات واعتقالات ومحاكمات. أعگاو يعود في حواره مع مجلة “زمان” إلى أبرز محطات هذه التجربة.
كيف جاءتك فكرة الترشح في الانتخابات بعد سنوات طويلة قضيتها في غياهب معتقل تازمامارت؟
بعد خروجي من السجن، كان علي أن أبدأ الاندماج في الحياة العامة. من أبرز ما فكرت فيه بعد حصولي على البطاقة الوطنية، هو محاولة التسجيل في اللوائح الانتخابية حيث تقدمت بطلب من أجل ذلك سنة 1995، رفض “القائد” حينها قيدي في اللوائح الانتخابية بحكم أنني كنت في السجن، وقال لي إن علي استيفاء مدة خمس سنوات، فقلت له أعطني حجة أنني كنت معتقلا وفي أي سجن، والجميع يعرف أن الأمر يتعلق بمعتقل سري لم تكن تعترف الدولة بوجوده. فأجابني بالحرف: لدي تعليمات.
كان رئيس الجماعة، حينئذ، حاضرا في هذا اللقاء. أراد القائد الاستعانة به لدعم كلامه باعتباره ضليعا في هذا الشأن كما ذكر لي، فأكد رئيس الجماعة كلامه، فواجهته بالقول: «إن رئيس الجماعة شخص لا يمكن الأخذ بكلامه لأنه إنسان أمي وغير متعلم».
كنت أنتظر أن أواجه بالرفض المطلق. لذلك، كنت قد استعنت بالمحامي عبد الرحمان بنعمرو في وقت سابق والذي قدم لي كل الحجج القانونية التي تثبت حقي في التسجيل في اللوائح الانتخابية كحق من حقوق المواطنة الكاملة، قدمت هذه الرسالة الاستشارية للقائد الذي لم يكلف نفسه عناء الاطلاع عليها، فقال لي إن هذه الاستشارة لا تعني أي شيء، ورفض تسجيلي.
حاوره عماد استيتو
تتمة الملف تجدونها في العدد 69 من مجلتكم «زمان»، يوليوز 2019