في فترات غابرة، منح المغرب للتجار الأوروبيين امتيازات تحولت فيما بعد إلى نظام سمي بالحماية، استفاد منه المغاربة وأطلق عليهم لقب المحميين. لكن هذه الحمايات جعلت المغرب محط أطماع أوروبية. فما هي أصول هذا النظام وكيف تطور؟
يعرف المؤرخون عملية الحماية بأنها نظام يمنح من خلاله الأجانب حماية تطال نفوسهم وعائلاتهم وممتلكاتهم توثقها معاهدات بين البلدان لحماية رعاياها. وظهر هذا النظام بشكل رسمي في تركيا العثمانية والولايات الإسلامية التي كانت تحكمها في أواخر القرن 16م، واستفحل أمره في القرن 17م أثناء توسيع علاقاتها الخارجية. ومن بين أسباب تنزيله وفرضه أن الدول الأجنبية كانت تتحجج بأن الأحكام الإسلامية وصرامتها لا يمكن تطبيقها إلا على من يؤمن بها، وأن هناك فوارق طبقية بين المواطنين تجعل بعضهم سادة وآخرين في حكم العبيد، فضلا عن انعدام الضمانات القضائية بما يضمن حماية التجار والعاملين، مما يعرقل حرية التجارة ونموها ويجعل إقامتهم غير مريحة، بالإضافة إلى تبريرها عدم وجود دستور أو برلمان أو قوانين تؤطر تلك البلدان. كل هذه الأسباب ادعتها الدول الأوربية لاشتراط نظام الحماية على باقي الدول الإسلامية الشبيهة بتركيا، بما فيهم المغرب.
غسان الكشوري
تتمة الملف تجدونها في العدد 69 من مجلتكم «زمان»، يوليوز 2019