استطاع ابن علي الكومي، الذي اختلفت الروايات عن كيفية استحقاقه لخلافة المهدي، في فرض جيشه كأقوى جيوش عصره، سواء في مواجهة النصارى في الأندلس أو في مواجهة الحركات الداخلية.
عندما كانت دولة المرابطين ترزح تحت وطأة الاضطرابات والصراعات الداخلية، كان ابن تومرت في المشرق الإسلامي يدرس لتوسيع مداركه العلمية، وبدأ يدور في خلده القيام بمشروع “إصلاحي”، يمهد به لإسقاط المرابطين، والسيطرة على الحكم. وفي طريقه إلى المغرب، التقى بعبد المؤمن ببلدة ملالة بالقرب من بجاية، فتغير مسار الأخير من المشرق إلى المغرب، وبرز للعيان في تينمل بالقرب من مراكش، حين بدأت تتشكل الحركة الموحدية، بدعم باد من الثاني. فقد مهد ابن تومرت لعبد المؤمن، وهو الغريب عن المجتمع المصمودي، سبل الاندماج، وتهييئه لقادم الأيام.
تلميذ ابن تومرت
عاش عبد المؤمن مع المهدي ابن تومرت مرحلة الدعوة الموحدية، بما تطلبته من تعبئة وبرامج وهياكل، مستفيدا من التأطير التعليمي-التربوي الذي لقنه ابن تومرت لمجموعة من طلبته المتحمسين. بعد وفاة ابن تومرت، خلفه عبد المؤمن، فوجد نفسه في حاجة إلى تأسيس شرعيته في قيادة الحركة الموحدية، وتأسيس الخلافة فيما بعد، فعمل على الارتباط أكثر بالمهدوية. وتبنت الأدبيات الموحدية مجموعة من الصيغ لإثبات أنه أحق من غيره بخلافة المهدي، فركزت على مجموعة من الكرامات والمبشرات الغيبية.
محمد ياسر الهلالي
تتمة المقال تجدونها في العدد 6 من مجلتكم «زمان»