انتهج أبو الحسن المريني إصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية جعلت منه أقوى سلاطين الدولة المرينية، غير أن نهايته لم تكن سعيدة.
مرت الدولة المرينية قبل السلطان أبي الحسن، من مرحلة التأسيس، ومرحلة البناء، لتظهر قبيل توليه زمام الحكم سنة 731هـ/ 1331م مؤشرات قوتها، ويمثل عهده، بالفعل، أوج هذه الدولة. وقد عمل السلاطين الأولون على تدارك النقص الذي مس هذه الدولة منذ نشأتها، والمتمثل في غياب أية شرعية، عدا شرعية الغلبة، تبرر سيطرتهم على حكم البلاد والعباد عكس الدوليتين المركزيتين السابقتين المرابطية والموحدية، وسلكوا في ذلك أساليب عدة، ولم يكن أبو الحسن استثناء في هذا الباب، إذ عمل على تثبيت ما قام به سابقوه، وأضاف إليه لمسته المميزة التي جعلت منه أقوى سلاطين هذه الدولة.
هكذا، واصل أبو الحسن سياسة تقريب الشرفاء والإغداق عليهم، وإن بدا له أن هذا الإغداق أثقل كاهل ميزانية الدولة، فعمد في بداية حكمه عام 731هـ/ 1331م، كسابقه أبي الربيع، إلى عملية إحصاء الشرفاء، وتمييز “الحقيقيين” منهم عن غيرهم، بعد أن كثر أدعياء الشرف للحصول على مكانة اجتماعية مرموقة، وما يتبعها من امتيازات مادية ورمزية.
محمد ياسر الهلالي
تتمة المقال تجدونها في العدد 6 من مجلتكم «زمان»