عبد الواحد بن نصر، الأركيولوجي المغربي الباحث بالمعهد الوطني بعلوم الآثار والتراث، هو واحد من صناع الاكتشاف الكبير الذي أحدث رجة عالمية في مفهوم أقدم إنسان عاقل في التاريخ. يحكي عبد الواحد بن نصر، في هذا الحوار مع مجلة “زمان”، رحلة هذا العمل البحثي الصارم والشاق الذي بدأ منذ سنة 2004 في موقع جبل إيغود، نواحي إقليم آسفي، “ليتوج بهذه النتيجة العظيمة التي تأتي لتؤكد حدسا آمن به منذ سنوات طويلة”، على حد قوله.
أول سؤال يتبادر إلى الذهن، ما هو تعريف “الهوموسابيانس” ؟
هو فصيل يمكن أن نطلق عليه الإنسان الحالي أو الإنسان المعاصر والحديث، وهو فصيل له مجموعات أخرى موازية، لكنه الوحيد الذي ظل صامدا في الوقت الحاضر، فهناك مثلا الهوموانسيستور الذي يعود حضوره إلى 800 ألف سنة، والهومونيانديرتالنسيس التي انقرضت قبل حوالي 350 ألف سنة. والفرق الوحيد بين هذه الفصائل هو أن الهوموسابيان هو الفصيل الوحيد الذي تمكن من تحدي الصعوبات. الفصيل، باختصار وبشكل أكثر تبسيطا، هو الوحيد المعروف حاليا كصنف بشري هو الهوموسابيانس.
هل تصح تسمية الإنسان العاقل التي تتردد إعلاميا؟
نعم، المقصود بها أن الهوموسابيان كان يستخدم العقل. يستخدمه مثلا في النحت وفي صنع أدوات جديدة، وكذلك في محاربة ظروف الطقس الصعبة.الفرضية القائمة هي أن الهوموسابيان كان يستوطن القارة الإفريقية إلى حدود 120 ألف سنة، ثم بدأ يتنقل ويكتسح المجال الجغرافي للفصائل الأخرى التي تحدثنا عنها، لكنهم انقرضوا وبقي هو، وهذا يثبت أنه عاقل.
حاوره عماد استيتو
تتمة الملف تجدونها في العدد 45 من مجلتكم «زمان»