أظهرت نتائج دراسة دولية أن المغاربة ابتعدوا في السنوات الأخيرة عن تدينهم، وأن نظرتهم حول عدد من الآراء النمطية تغيّرت بشكل كبير.
كشفت شبكة البارومتر العربي البحثية، في دراسة حديثة لصالح شبكة “بي بي سي”، أن نسبة التدين في منطقتي الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تراجعت في السنوات الخمس الأخيرة. الاستطلاع تنوعت محاوره حول عدة قضايا يعيشها المواطن العربي، منها قضايا في الدين وحقوق المرأة، ثم الهجرة وتقبل المثليين جنسيا.
وفيما يخص العلاقة بالدين، فقد أظهرت النتائج أن عددا متزايدا من المغاربة أداروا ظهرهم للدين والتدين في الفترة ما بين سنة 2013 و2019، إذ ارتفعت نسبة الذين يصفون أنفسهم بأنهم “غير متدينين” من 4 في المائة إلى 13 في المائة، أي بنسبة ارتفاع تقارب 4 في المائة. وكانت نسبة الزيادة الكبرى بين من هم دون سن الثلاثين من أعمارهم، بحسب الدراسة، إذ تبلغ نسبة اللادينيين حوالي 18 في المائة.
أما فيما يخص نظرتهم إلى المرأة وتقلدها مناصب سياسية وقيادية، فقد جاء الاستطلاع مفاجئا في نتائجه، إذ عبّرت نسبة كبيرة ممن طالهم الاستطلاع من المغاربة أنهم يوافقون أن تتولى امرأة رئاسة الحكومة أو رئاسة البلاد. وفيما يتعلق بتوازنات القوى في الحياة اليومية، فقد بينت الدراسة أن المغرب هو البلد الوحيد في المنطقة الذي يرى أقل من نصف سكانه أنه من حق الزوج أن يكون له القول الفصل في المنزل. كما كشفت الدراسة أيضا أن المغرب جاء في المرتبة الثانية بين الدول العربية التي تتقبل حرية أن يكون المرء مثليا جنسيا بنسبة 21 في المائة، بعد الجزائر التي حلت في المرتبة الأولى من حيث قابليتها للحرية الجنسية.
من جهة أخرى، عبّر غالبية المغاربة في الاستطلاع عن تفضيلهم للرئيس التركي أردوغان بالدرجة الأولى بنسبة بلغت 64 في المائة، مقارنة بالرئيس الروسي بوتين والرئيس الأمريكي دونالد ترامب. كما أظهرت الدراسة في ما يتعلق بالهجرة، أن المغاربة تضاعفت رغبتهم في الهجرة في السنوات الأخيرة بشكل ملفت، إذ كانت في سنة 2013 تبلغ حوالي 36 في المائة، بينما وصلت سنة 2019 لحوالي 43 في المائة، وهي نسبة مرتفعة مقارنة مع باقي الدول العربية في الاستطلاع.