رغم أن السلطة في العصر الوسيط، كانت تعتني برجالها وأعوانها، إلا أنها كانت تفرض عقوبات في حق المقصرين نتيجة انحراف بعضهم وأعوانهم عن المهام التي أنيطت بهم، من قبيل تلقيهم الرشاوي. وأيضا نتيجة الشطط في مهامهم الأمنية، “مما حتم إخضاعهم لمراقبة القاضي والمحتسب. ولعله لهذا الأمر، دعا بعض الفقهاء ألا يسمع منهم إلا ببينة من الجيران، ويقام الحد على من فجر منهم أو شرب، فليس أقبح من اين يكونوا يغيّرون المنكر على زعمهم وهم يفعلونه”.
وقد حدث أن تعرض حارسين ليليين بمراكش للعقوبة بعدما اتهامهما بالسرقة، إذ “اجتاز بالليل عبد الله الخراز، وكان صاحب الوقت بالجامع الأعظم، فوجد حانوته مفتوحة، ورأى الحرسين على مقربة منها، فلم يشك أنهما فتحاها، فحملا إلى رحبة القصر قبل طلوع الفجر، وضرب كل واحد منهما مائة سوط”. كما وجد صاحب أحد الحوانيت بمراكش حانوته مسروقا “فاتهم صاحب الليل عند الخليفة الذي بحث الموضوع، وامر بتغريم صاحب الليل ما ضاع من حانوت الرجل وضرب خمسمائة سوط جراء إهماله”.
أي نتيجة
View All Result