في زمن إرساء أسس الدولة العلوية، ثار الخضر غيلان وقاد تنظيما سياسيا ليحكم المغرب، لكنه اصطدم بقوى ثورية أخرى صاعدة أعاقت طموحه. وبالرغم من ذلك، فقد أرعب الأوربيين وحاصرهم بالثغور المغربية، وحد من مشروعهم التوسعي. فما قصة حكمه؟
تزامنت حكاية الخضر غيلان مع أفول الحكم السعدي بالمغرب، وظهور العلويين. كانت ثورته واستيلاؤه على أجزاء كبيرة من مناطق المغرب وحصار أخرى، كالقصر الكبير والعرائش وتطوان وطنجة وسلا وفاس ..نتيجة لاضطراب الأوضاع بشكل لم يسبق له مثيل، كاد يقسم الإيالة الشريفة إلى إمارات وينفرط عقدها، لولا أن قام أبناء الشريف العلوي بالقضاء على الثوار الطامحين للسلطة.
لم يكن غيلان يقلق فقط راحة العلويين الذين حاولوا تأسيس دولتهم، بل أرعب كذلك الأوربيين من الإسبان والبرتغاليين والإنجليز، وحاصر قلاعهم على أرض المغرب، حتى اضطروا للتفاوض وعقد معاهدات صلح معه. فقد حظي غيلان بجيش قوي، واستقل بتنظيم محكم، و“حكومة“ ووزراء على شاكلة أصحاب الإمارة والسيادة، فضلا عن تمرسه في حركات الجهاد البحري في بدايته، والتي عرف بها كـ“رايس“ بحسب ما تنعته به الكتابات الأجنبية.
وللحديث عن ثورات الخضر واستيلائه على شمال المغرب وغربه، لا بد أولا من استحضار سياقات بروزه، منتصف القرن 17؛ حيث ساقته الأحداث لأن يتحول من رجل مقاوم عادي، إلى زعيم يصبو إلى حكم المغرب.
غسان الكشوري
تتمة المقال تجدونها في العدد 107/106 من مجلتكم «زمان»