هل كان إنتاج فيلم ”كازابلانكا” عشية مؤتمر أنفا في الدار البيضاء مجرد صدفة؟ أم أن الأمريكيين، الذين لا يؤمنون بالصدف، لجأوا إلى السينما خدمة لمصالحهم في العالم الجديد الذي بدأ يتشكل حينئذ؟
بينما كانت أمريكا تعد لعملية عسكرية في غاية الأهمية أثناء الحرب العالمية الثانية، استخدمت دعايتها عن طريق السينما، وهو ملعبها بلا منازع. هكذا، مكن فيلم “كازابلانكا“ الجمهور الأمريكي من معرفة الصراع العالمي الذي يدور في مكان بعيد عن بلاد العم سام “الدار البيضاء“. كما أن الموقع الجغرافي لهاته المدينة، جعل منها بوابة مثالية لأي شخص يريد الهرب من الحرب نحو وجهة أخرى. خلف فيلم “كازابلانكا“ ضجة كبيرة أثناء عرضه في نيويورك للمرة الأولى، وذلك قبل انعقاد مؤتمر أنفا في المدينة نفسها، والذي كان سيحسم مستقبل العالم آنذاك. من الواضح أن الفيلم لم يتم إنتاجه وتسويقه بشكل عبثي، إذ جاء تلبية لأغراض دعائية للحلفاء من أجل إثارة اهتمام الجمهور بأخبار الحرب.
جلبت الحرب العالمية الثانية صورة مثيرة عن مدينة الدار البيضاء، صاغها فيلم “كازابلانكا“ لمايكل كورتيز بطريقة ساحرة في عام ،1942 حيث كانت الدار البيضاء خلال الحرب العالمية الثانية “عشا“ للجواسيس والمغامرين والهاربين من العدالة والفارين من الحرب والذين يطمحون إلى تكوين ثروة.
تتمة المقال تجدونها في العدد 97 من مجلتكم «زمان»