أمر المولى إسماعيل ببناء قصبة سلوان لمواجهة التهديدات التي كان يطرحها الإسبان في مليلية، وأيضا للتحكم في قبائل بني يزناسن.
نشئت قصبة سلوان بالمنطقة المعروفة بخُمْس بني بويفرور القلعي بالقرب من واد تياوت الموسوم أيضا بواد سلوان، تبعد عن الناظور بحوالي 12 كلم، وليس هناك ما يفيد من أخذ الاسم عن الآخر، هل الواد أم القصبة؟ ولو أن المرجح أن القصبة هي التي تنسب إلى الواد بحكم أقدمية الوجود، فاسم القصبة “سلوان” من السلوان أي لطائف الزيارة وطيب المقام، وهذا المعنى يوحي بأهمية بناء هذه القصبة في الموقع الذي اختير لها وكذا الوظيفة التي اضطلعت بها، والسُلُوَّان أيضا ما يُذهب الهم والحزن ويدخل السرور عن النفس وإبعاد الضيم عنها، إذ يقال: سقيتني سلوانا أي طيبت نفسي، كما أن السلوان هو ماء كانوا يزعمون أن العاشق إذا شربه سلا عن حبه. استحضرنا هذه المعاني اللغوية لتبيان العلاقة الوطيدة التي جمعت الواد والقصبة حتى جعلت وجود أحدهما رهينا بالآخر، كما أن هذا الاسم الأنيق للقصبة جعلها تشكل إقامة سلطانية في مناسبات عدة رغم أن دورها كان عسكريا بحثا.
المولى إسماعيل يأمر
أعطى الأمر بتأسيس هذه القصبة السلطان المولى إسماعيل، تبعا لسياسته العسكرية الموسعة لإقامة العديد من القصبات على امتداد المجال المغربي في ذلك العهد لإحكام السيطرة ومراقبة البلاد والعباد. كما أن إنشاءها يعتبر من الإجراءات التي عجل بها المخزن الإسماعيلي استعدادا لحصار مليلية، حيث تم تعميرها بعناصر جيش عبيد البخاري لهذا الغرض.
عبد المالك ناصري
تتمة المقال تجدونها في العدد 77 من مجلتكم «زمان»، مارس 2020