تشير تقديرات إلى أن حصن قورجة بني في طنجة، خلال العصر الموحدي، لصد هجمات النصارى، وخضع في بعض الفترات للبرتغاليين والإنجليز.
كان الموقع بالنسبة لطنجة محددا لمسارها التاريخي منذ أقدم الفترات، فهي تشرف على نقطة تماس بين المحيط الأطلنتيكي والبحر المتوسط، مما جعلها تتحكم في المضيق الذي يفصل البحرين، وقد أثار ذلك اهتمام الأمم والشعوب التي مرت من هناك، بداية بالفينيقيين ومرورا بالقرطاجنيين والرومان والمسلمين، ثم بعد ذلك البرتغاليين والإنجليز.
قصبة عسكرية
احتل موقع طنجة، خلال المرحلة التي تلت وصول المسلمين وبحكم القرب من أوربا، مكانة متميزة في استراتيجيات مختلف القوى السياسية التي وصلت إلى المنطقة، يضاف إلى ذلك أنها شكلت صلة وصل بين المغرب والأندلس، كانت مهمة قورجة طنجة محددة في إيقاف الهجمات المحتملة التي يمكن أن تأتي من منفذها البحري، فهي تحصين إسلامي أندلسي أثبت فعاليته في الكثير من الثغور والمواقع التي كانت تعتبر ضعيفة يسهل اختراقها. ليس هناك تاريخ مضبوط يمكن من تحديد زمن إنشاء قورجة طنجة، غير أن هناك تقديرات لبعض الباحثين ترى أن ذلك قد تم بين سنتي 570هـ/1174م و595هـ/ 1198م، أي خلال العصر الموحدي، مع عدم إغفال أن هذا التحصين الفريد من نوعه قد يكون تعرض لترميمات وتدعيم وزيادات في القرنين 7 و8هـ/13 و14م، نظرا لتعرضه للخراب بسبب الهجمات المتكررة عليه.
عبد المالك ناصري
تتمة المقال تجدونها في العدد 54 من مجلتكم «زمان»