لم يشغل أحد الناس من أهل السنة والفكر كما شغلهم ابن رشد، الذي توزعت مواهبه بين الفقه والفلسفة والطب والرياضيات. وكما تعددت عطاءاته، خاصة في ”أم العلوم”، تعدد خصومه ومنتقدوه، من طرف بعض إخوانه في الملة والدين الذين رجموه بخطيئة الكفر ووصفوه بـ”الملحد الضال” .كما هاجم بعض المسيحيين أفكاره ونظرياته المتعلقة بالعقل والنفس والخلود. لكن في المقابل، هناك من يرى أن نتاج ”الشارح الأكبر”، كما لقبه أحدهم، إحدى الشرارات التي قدحت النهضة الأوربية وأشاعت الأنوار في القارة العجوز بعد ظلمات القرون الوسطى.
”زمان “تعيد، هنا، سرد حكاية رجل ما يزال يشغل العالَمِين إلى يوم الناس هذا.
يحضر محمد أبو الوليد بن رشد، أو الحفيد، (تميزا له عن جده الفقيه المعروف بالجد والذي كان قاضي القضاة بالأندلس)، باسمه، وبذكره، وبالإحالة إليه، وما يرمز له من تغليب العقل دونما مجافاة الإيمان، وما يقترن به من بعث التراث الإغريقي ومن ثمة إذكاء شعلة الأنوار في الغرب، ويغيب لأن فكره يظل مجهولا، مُغيَّبا بالنظر للثقافة السارية، والتي ما تزال ترتبط بالتقاليد، ولا ترى في الاتجاهات العقلانية سواء مع المعتزلة أو الفلاسفة المسلمين سوى زيغ، إن لم يكن خروجا عن الملة أو هرطقة.
هيئة التحرير
تتمة المقال تجدونها في العدد 94-95 من مجلتكم «زمان»