كيف احتفل المغاربة لأول مرة بعيد الشباب؟ وماهي إرهاصاته الأولى ودلالاته السياسية بعد استقلال المغرب؟ في هذه الصفحات، استرجاع لكواليس هذا اليوم الوطني و”الحدث السياسي.”
بعد أشهر قليلة من حصول المغرب على استقلاله سنة ،1956 احتفل المغاربة بعيد الشباب لأول مرة. وهو عيد خصص للاحتفاء بذكرى ميلاد ولي العهد آنذاك المولى الحسن. كان الأخير شابا، لكنه ليس بعيدا عما يجري في الساحة الوطنية وحتى الدولية، فقد كان ملازما لوالده في أحلك الظروف وأهمها، فكان الوطنيون يقدرونه لذلك ويرون فيه «شابا مثلهم» يسهم بما أوتي من علم ومكانة. لهذا الشأن، ولأول مرة في ظل الحرية والاستقلال، «التقى شباب المغرب من جميع الجهات ليحتفلوا بعيد ميلاد رمزهم وقدوتهم الأمير مولاي الحسن»، كما يقول أحمد بنسودة المهندس الفعلي لهذا العيد.
وضع الشباب قبل “العيد”
شكلت فئة الشباب نسبة مهمة من الطبيعة السكانية لمغرب ما قبل الاستقلال .ففي فترة الخمسينات، تراوحت أعمار حوالي 45 بالمائة من السكان ما بين 20 و60 عاما، وكانت الشبيبة من المجتمع، كما يصفها أحمد بنسودة، وقود الثورة والحركة الوطنية. ويعترف جورج سبيلمان بدوره، الذي كان ضابطا عسكريا للحماية الفرنسية وخبيرا بشؤون المغرب، أن المشكل الذي كان يؤرق السلطات الفرنسية هو «سلوك الشبيبة المتعلمة.. فدون أي ريب كان الشباب على اختلاف شرائحهم الاجتماعية وراء الزعماء الوطنيين»، وكانوا هم من يؤثرون على الرأي العام. يذكر بنسودة، في مقالة له عن فترة توليه وزارة الشباب، أن إدارة الشباب على عهد الاستعمار كانت مجرد «واجهة يراد بها إغراء الشباب لتدجينهم وصرفهم عن الحياة الوطنية».
غسان الكشوري
تتمة المقال تجدونها في العدد 94-95 من مجلتكم «زمان»