ادعى مغاربة منذ عهود قديمة قدرتهم على التنبؤ بالمستقبل ومعرفة أسرار الغيب، وذلك بالاعتماد إما على طرق التنجيم والعرافة أو على علم الفلك والرياضيات. وسجلت كتب التاريخ وجود شخصيات تنبأت بما سيحدث للعباد والبلاد فتحققت نبوءاتهم. “زمان” تسرد حكاية المغاربة مع قراءة المستقبل وكيف كانوا يبرعون فيها.
كباقي شعوب العالم، كان سكان شمال إفريقيا متشبثين بمعتقدات وطقوس تختلف درجة ممارستها والإيمان بها. وكان الأمازيغ مرتبطين بما يصدر عن السماء وما تكشفه لهم الطبيعة، لكنهم «لم يكونوا متعلقين بالنجوم والكواكب بشكل كبير»، ويصعب ضبط الشواهد للتأكد من المعتقدات الأساسية لقدامى الأمازيغ، بحسب ما يذكره غابرييل كامب. ومع دخول الإسلام وتمازج الثقافات، لم يتخل الأمازيغ عن أساطيرهم واعتقادهم في عالم الغيبيات، فالمسلمون والعرب كانوا بدورهم يؤمنون بالجن وبوجود كائنات غيبية.
على هذا الأساس، مارست الشعوب العربية والأمازيغية وكل من عاش قبلهم طقوس السحر والعرافة والكهانة للتواصل مع ما “حجب عنهم”. وكان للسحرة حضور ومكانة داخل المجتمع، إذ ارتبط دورهم بقدرتهم على حل مشاكل القبيلة وكشف أسرار الطبيعة، كقرب هطول المطر أو مواسم الجفاف، لا سيما بالمناطق الذي ارتبطت بالماء بشكل كبير.
غسان الكشوري
تتمة الملف تجدونها في العدد 71/70 من مجلتكم «زمان»، غشت-شتنبر 2019