اختلفت الروايات حول تاريخ وصول دعوة محمد بن عبد الوهاب إلى المغرب، كما تضاربت آراء المؤرخين حول الكيفية التي تأثر بها المغاربة بهذه الدعوة، غير أن هناك شبه إجماع على أن الدعوة وصلت المغرب على عهد المولى سليمان.
عرف القرن الثاني عشر الهجري الموافق للقرن الثامن عشر الميلادي بداية عصر الدعوة الإصلاحية التي قام بها محمد بن عبد الوهاب. في هذا القرن كان العالم الإسلامي يعاني نوعاً من التضعضع والتدني والانحطاط على جميع المستويات السياسية والاجتماعية والاقتصادية. وتنسب هذه الحركة الوهابية إلى محمد بن عبد الوهاب من بني تميم الذين تميز تاريخهم بروح المعارضة، فهو ينتمي إلى أسرة متدينة، تلقى تعليمه في بغداد والبصرة حيث درس الفقه الحنبلي وتأثر بكتب ابن تيمية، انشغل باله بما كان يقع في العالم الإسلامي من تقديس الأضرحة والتوسل بالرسول والصالحين، عمل على الدعوة إلى اتباع الشريعة لكنه باء بالفشل فلجأ إلى الدرعية وأقنع أميرها محمد بن سعود بتطبيق المذهب والعمل على نشره ابتداء من سنة 1158هـ/1740م وبذلك أصبح محمد بن عبد الوهاب يجمع بين تطبيق الشريعة والإيديولوجية. لم يبدأ المذهب الوهابي نفوذه خارج شبه الجزيرة العربية إلا في الثلث الأخير من القرن 18، وخلال هذه الفترة كان على عرش المغرب سيدي محمد بن عبد الله الذي كان يراقب بدقة كل مجريات الأحداث في الشرق الإسلامي، فهو من جهة يتعاطف مع العثمانيين الذين يواجهون الزحف الاستعماري، ومن جهة أخرى يوطد صلاته بأمراء البقاع المقدسة التي سبق أن زارها مع والده سنة 1730.
يوسف أمال
تتمة المقال تجدونها في العدد 8 من مجلتكم «زمان»