تشير الكثير من المصادر إلى أن كرة القدم دخلت “الإيالة الشريفة”، شهورا قليلة بعد فرض الحماية. غير أن بعض الإشارات تفيد بأن الكرة وصلت المغرب مع وصول الأوربيين الأوائل.
يذهب منصف اليازغي، في كتابه «مخزنة الرياضة، كرة القدم نموذجا» إلى القول إنه من الصعب تحديد تاريخ بداية ممارسة كرة القدم بالمغرب، «نظرا لغياب توثيق حقيقي لمستهل القرن العشرين على الأقل»، غير أنه يورد رواية لقيدوم الصحافيين الرياضيين الحسين الحياني تقول إن أول مباراة جمعت مغاربة جرت بين الفاسيين والمكناسيين، تحت إشراف الفرنسيين، بضواحي تاوجطات سنة 1913.
الكرة تدخل من الشرق
يفيد سعيد زرزوري، في كتابه «قرن من التاريخ الرياضي بوجدة (1900-2000)، أن سنة 1907، وهي السنة نفسها التي احتل فيها الفرنسيون المدينة، عرفت بناء أول ملعب خاص بكرة القدم داخل معسكر للجنود الفرنسيين كان يحمل اسم جاك روز، وجرت به مباريات بين فرق عسكرية فرنسية. ويذكر زرزوري، الدكتور في التربية البدنية بالجامعة الحرة ببروكسيل، أن أول فريق مدني تأسس بعاصمة الشرق هو سبورتينغ كلوب وجدة وكان ذلك في 1911، أي قبل التاريخ الرسمي للحماية الفرنسية. وكان سبورتينغ كلوب وجدة يضم مواطنين فرنسيين فقط. ويرد زرزوري، الذي له كتاب آخر تحت عنوان «تاريخ الرياضة بالمغرب»، عدم إقبال الوجديين على ممارسة كرة القدم إلى خمسة عوامل سياسية وثقافية وتقنية ومادية: أولا، أن الأندية كانت توجد خارج المدينة وبلوغها يتوجب المرور من أحياء الأوربيين، وهو ما كان أمرا مستحيلا. ثانيا، كان الاستعمار يرفض أي اندماج بين الفرنسيين والمغاربة. ثالثا، لم يكن الوجديون يعرفون أصول لعبة كرة القدم وتلقوها فقط عن طريق الجزائريين الذين حلوا بوجدة. رابعا، كان من الصعب على الوجديين تحدي الأخلاق والآداب العامة المحلية من خلال ارتداء سروال قصير. وأخيرا، لم يكن من السهل الحصول على الملابس الخاصة باللعب، فقد كانت غالية وتفوق بكثير إمكانيات الطبقات الشعبية بوجدة. مع تغلغل الوجود الاستعماري بالمغرب، إسبانيا في المنطقة الخليفية وفرنسا في المنطقة السلطانية، سيتم ابتداء من 1913 تأسيس فرق كروية في المدن الكبرى، وكانت في أغلبها خاصة بالجنود الفرنسيين.
عمر جاري
تتمة المقال تجدونها في العدد 9 من مجلتكم «زمان»