فرنسي دافع عن استقلال المغرب وتحدى المستعمرين بقلمه ونشاطه السياسي، فكان جزاؤه الاغتيال أمام منزله في الساحة التي تحمل اسمه بقلب الدار البيضاء.
عندما يتذكر المغاربة الفرنسيين الذين وقفوا إلى جانبهم في معركة الاستقلال، تبرز إلى السطح ثلة صغيرة وقفت بكل جرأة ضد بلادها. غي ديلانوي، أنطوان مازيلا، فيلكس ناتاف، شارل أندريه جوليان وآخرون، ساندوا المغرب بشكل مطلق في سبيل استقلاله، ولم يتراجعوا رغم الحملات العنيفة ضدهم. بل أن بينهم من قدم حياته في سبيل ذلك كجاك لوميغر دوبروي الذي طالته يد «اليد الحمراء»، المنظمة العسكرية الفرنسية المناهضة لتخلي فرنسا عن مستعمراتها، والتي سبقت أن اغتالت، في دجنبر 1952، الزعيم النقابي التونسي المعروف فرحات حشاد.
يميني متطرف
قبل أن ينضم جاك لوميغر دوبروي إلى صف دعاة استقلال المغرب، كان في سنين شبابه الأولى يمينيا متطرفا من دعاة تشييد إمبراطورية فرنسية. ولد سنة 1894 من عائلة ميسورة في بلدة سولينياك وسط فرنسا (كان والد عمدة للبلدية مدة أربعين عاما)، ثم انتقل إلى باريس حيث درس العلوم السياسية. بدأ دوبروي في سن العشرين من حياته جنديا في الجيش الفرنسي خلال الحرب العالمية الأولى، وشارك في القتال في جبهات مختلفة: رومانيا، تركيا، وسوريا. وبعد أن وضعت الحرب أوزارها، نزع الزي العسكري واتجه نحو قطاع الأعمال، محققا ضربة قوية بزواجه سنة 1926 من سيمون لوسيور ابنة جورج لوسيور، مؤسس العلامة التجارية لزيت المائدة المعروف باسمه. وبهذا الزواج، أصبح لوميغر دوبري رئيسا مديرا عاما لشركة لوسيور في سن السابعة والثلاثين.
خالد الغالي
تتمة المقال تجدونها في العدد 7 من مجلتكم «زمان»