التأم في مدينة الريصاني، نهاية الأسبوع الماضي، مؤتمر دولي حول موضوع “سجلماسة… الذاكرة ورهان التنمية”، تدارس فيه باحثون مغاربة وأجانب سبل رد الاعتبار لهذا الموقع التاريخي الذي “ظل منذ القرن الثامن إلى غاية القرن الرابع عشر الميلادي، قطب الرحى الذي لا محيد عنه، والذي منه تتوزع وإليه تصب كل مسارات طرق قوافل التجار والحجاج والعلماء”، وفق عبد الواحد بنصر مدير المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث.
وجاء تنظيم المؤتمر، الذي ناقش ثلاثة محاور هي: “سجلماسة… المجال والتاريخ والإنسان”، و”أركيولوجية سجلماسة، و”التثمين ورهانات التنمية”، في إطار الاحتفاء بمرور 1300 سنة على تأسيس “هذه الحاضرة التاريخية التي ذاع صيتها عبر التاريخ، وفي كل الأصقاع، كمحطة للتجارة القوافلية وكقطب حضاري ومنطلق لنشر الإسلام السني والثقافة العربية الإسلامية بدول إفريقيا الصحراء”.
وقال بنصر، في افتتاح المؤتمر، إن موقع المدينة مكنها من أن تربط نصف القارة الإفريقية الشمالي ببلاد المشرق وأوربا، كما أنها ربطت أيضا “حواضر ومدن بلاد المغارب وموانئ حوض البحر الأبيض المتوسط مع نظيراتها بالصحراء الإفريقية الكبرى وما وراءها”.
واعتبر مدير المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث أن “التعرف بشكل أفضل على التراث الأثري لحاضرة تافيلالت هو أمر بالغ الأهمية لفهم وإعادة قراءة مرحلة هامة من تاريخ المغرب وغرب البحر الأبيض المتوسط عموما، سواء من الناحية الفكرية أو الاقتصادية أو العمرانية أو الدينية”، مشيرا إلى أنه بفضل إشعاعها الحضاري وبسبب الغموض، الذي اكتنف تاريخها، أثارت سجلماسة اهتمام المستكشفين منذ منتصف القرن 19 الميلادي.
يشار إلى أن سجلماسة تأسست سنة 140 هجرية (سنة 757 ميلادية) من طرف أمراء بني مدرار الذين جعلوها عاصمة لإمارتهم، و”بحكم أهميتها، حرصت كل الدول التي تعاقبت على الحكم بمنطقة بلاد المغارب والأندلس على محاولة السيطرة عليها أو ربط علاقات وطيدة معها”، يذكر بنصر.
أي نتيجة
View All Result