قضى الفلسطيني المغربي الأصل، محمد مصدق بنخضرا، 14 عاما في السجون، وذلك بسبب مشاركته في عملية خطف السفينة الإيطالية الشهيرة أكيلي لاورو سنة .1985 فقضى ثمان سنوات بـ”سجن تمارة”، الذي يقول إنه أول من وطأ زنازينه، ثم ست سنوات بسجون إسرائيل. في حوار مع مجلة “زمان”، يكشف بنخضرا عضو جبهة التحرير الفلسطينية، أسرار عملية السفينة الإيطالية وعلاقتها بمرحلة سوداء من تاريخ المغرب لم يسلم منها حتى الفلسطينيون ذوو الأصول المغربية.
حدثنا في البداية عن عائلتك الفلسطينية وعلاقتها بالمغرب..
قبل الإجابة المباشرة عن هذا السؤال، لا بد أن نرجع قليلا إلى التاريخ؛ فللمغرب علاقة تاريخية خاصة جدا بفلسطين، وخير شاهد هو باب المغاربة وحي المغاربة في القدس .اعتاد المغاربة، منذ قرون خلت، عند سفرهم لأداء فريضة الحج، أن يعرجوا في رحلة العودة على القدس الشريف. ولقد أقام سلاطين المغرب لهذا الأمر أحباسا في القدس، تسمى لدى الفلسطينيين بالأوقاف. وتطورت هذه الأحباس فأصبح هناك حي كامل في القدس للحجيج المغاربة.
ومع مرور الزمن، استوطن الكثير من المغاربة مدينة القدس. ومنهم من انتقل لمدن فلسطينية أخرى، وحافظوا إلى يومنا هذا على عاداتهم وتقاليدهم .ومن العائلات الشهيرة عندنا في فلسطين: عائلة العلمي وسي سالم والسوسي والريفي، ثم عائلتي ابن خضراء، التي استوطنت مدينة صفد شمال فلسطين في جبال الجليل، التي احتلتها اسرائيل عام ،1948 وارتكبت فيها مذبحة كبيرة، وأجبروا أهلها على اللجوء إلى سورية، حيث ولدت هناك عام 1953 بعد تشرد العائلة ولجوئها إلى مخيم اليرموك للاجئين بدمشق.
عاد والدي إلى مدينته الأصلية سلا عام ،1980 وتعرف هناك على أبناء عمومته من عائلة بن خضراء. وقام رحمه الله باسترداد جنسيته المغربية الأصلية ولأولاده. وعليه عدت إلى المغرب الحبيب عام ،1982 واسترجعت بدوري الجنسية المغربية، جنسية الجذور والآباء والأجداد الذين أفتخر بالانتماء إليهم.
هل يمكن أن تخبرنا عن نشاطك أو انتمائك السياسي في فلسطين أو سوريا؟
التحقت بصفوف حركة التحرير الوطني الفلسطيني “فتح“ عام ،1969 وكان عمري حوالي 15 عاما. تلقيت دورات عسكرية في الأردن قبل رحيل المقاومة من هناك إلى لبنان. وفي عام ،1972 انتقلت للعمل في صفوف الجبهة الشعبية – القيادة العامة، التي كان يقودها القائد الراحل أحمد جبريل. وفي عام 1976، تبعت القائد أبو العباس الذي انفصل عن جبريل، إثر الاجتياح السوري للبنان في عهد الرئيس حافظ الأسد. فأطلق أبو العباس على مجموعته التي خرجت عن جبريل اسم جبهة التحرير الفلسطينية. كان خروج أبو العباس آنذاك انحيازا لمنظمة التحرير الفلسطينية وقائدها الرمز أبو عمار (ياسر عرفات).
بقيت في صفوف جبهة التحرير الفلسطينية حتى وقتنا الحالي، والجبهة حاليا فصيل من فصائل منظمة التحرير الفلسطينية، ويقف على رأسها الأخ الدكتور واصل أبو يوسف. ولقد تحملت الكثير من المسؤوليات في الجبهة، كان آخرها ممثل جبهة التحرير الفلسطينية في الجزائر إلى غاية سنة ،2014 فعدت بعدها إلى مدينة غزة في فلسطين، حيث أقيم الآن أنا وعائلتي.
حاوره غسان الكشوري
تتمة الحوار تجدونها في العدد 98 من مجلتكم «زمان»