تذكر المراجع التاريخية، أن مفهوم الحُـرم في اللغة العربية يقابله في اللسان الأمازيغي “أزواگ” أو “الزواگ”، ويقصد به بصفة عامة التوسل والتضرع. ويعرفه بعض الباحثين الأجانب بكونه “طلب يقدمه الطرف الضعيف أو المضطهد إلى الطرف القوي التماسا لنجدته وحمايته”.
المؤرخ أحمد توفيق في مقالته عن الموضوع بموسوعة “معلمة المغرب”، يقدم تعريفا لـ”الزواگ” ويتوسع في مدلوله. يذكر أنه يقصد به “خروج الرجل من بين ظهراني أهله وعشيرته متغربا لائذا بغيرهم، سواء كان خروجه إراديا أو حكمت عليه الجماعة بذلك عقابا له على جريمة ارتكبها… ويستعمل فعل هذا المصدر الأمازيغي وهو زُوك في معنى طلب الرجل الحماية من الآخر، أو طلب الدخول في كنفه، استعطافا له وطلبا لعفوه. وبهذا المعنى دخلت هذه المادة إلى العربية العامية في مثل عبارة “أنا مزاوگ”، أي أنا لائذ بك، طالب الدخول في كنفك، في موقف التذلل والضعف الذي يكون فيه المغترب عن أهله طالب الحماية من ضامن يقبل عن طريقه في عشيرة”.
يتضح إذن أن الزواگ يعد شكلا من أشكال الحُرم، حيث يتوخى الشخص الحماية والنجاة من شر يتهدده سواء أكان متابعا في قضية قتل أم في حالة تمرد على قائد أو سلطان. وشكلت الأضرحة ومقامات الأولياء أهم أماكن الزواگ (الحرم)، حيث يمنح لكل هارب وفار، من المخزن مثلا، حماية حدودية تمتد إلى محيط الضريح. ولا يقدر لمن يلحق به أن يقتحم المكان مهما كانت مكانته ومنزلته في المجتمع، فلا يمس الهارب أي مكروه ما دام داخل الحرم وطالبا لـ”الزواگ”.
المرجع: كتاب “مؤسسة الحرم في تاريخ المغرب” / محمد العمراني