هم معروفون قليلا، كأن التاريخ ابتلعهم حتى يمحو أثرهم من الأرض. من هم هؤلاء الأمراء المسلمون المغاربة الذين ارتدوا عن دينهم ليتنصروا؟
بكل تأكيد، لم يكن عددهم كبيرا مقارنة بالعلوج الأوربيين الذين تحولوا إلى الإسلام، غير أن صفتهم كأمراء شرفاء جعلت صدى اعتناقهم للمسيحية يتردد في كل الآفاق.
اليوم، بفضل أرشيفات أوربية وأعمال انكبت حول المسألة، يمكن حصر لائحة صغيرة لأمراء وأعيان كبار تحولوا إلى دين عيسى. إنها ليست طويلة وبكل تأكيد غير مكتملة وفيها الكثير من مناطق الظل، لكنها مذهلة بصراحة، خاصة إذا كان الأمر يتعلق بأمراء عاشوا على هذا الجانب من البحر الأبيض المتوسط.
تجدر الإشارة إلى أن معظم هذه التحولات المدهشة، باستثناء تلك التي وقعت في الأندلس والتي لا يمكن اعتبار الأمراء فيها مغاربة، حدثت بين القرنين السادس عشر والثامن عشر. الحالة الأولى، التي كشفت عنها المؤرخة الفرنسية ليسيت فالنسي، تشير إلى مغامرة هي من الغرابة بما كان. ذلك أنه في عام 1539، تقدم ثلاثة مغاربة نحو أبواب قلعة محاصرة في مدينة أصيلة، التي احتلها البرتغاليون. اثنان كانا يشتغلان تحت إمرة قائد العرائش، والثالث كان في خدمة السلطان، وأعلنوا أمام الجنود البرتغاليين أنهم يريدون أن يتحولوا إلى المسيحية. لكن الثالث تراجع في آخر لحظة وأقفل عائدا إلى القلعة، فيما أرسل رفيقاه إلى لشبونة، ومصير الجميع لم يعلمه أحد من بعد.
حينئذ، كان المغرب يعيش حالة اضطرابات بعد إقصاء المرينيين من طرف حلفائهم الوطاسيين، الذين وجدوا أنفسهم، بعد بضعة عقود، يدخلون في مواجهات مع منافس جديد وقادم بقوة تمثل في السعديين.
يونس مسعودي
تتمة المقال تجدونها في العدد 78 من مجلتكم «زمان»