هل تآمر اليسار فعلا على الحسن الثاني سنة 1963؟ ما تزال القضية موضوع روايات مختلفة. «زمان» تقدم في هذا الحوار الحصري، رواية مولاي عبد السلام الجبلي، أحد رموز المقاومة والحركة الوطنية. تميز الجبلي برفضه للمنهجية الثورية منذ البداية، لكن ذاكرته تحتفظ بتفاصيل غنية، وتحليل خاص، لمراحل أساسية من التاريخ المغربي الراهن، كان فاعلا فيها، أو شاهدا عليها.
اختار مولاي عبد السلام الجبلي الابتعاد عن الأضواء منذ سنوات طويلة. ظل خلالها الكثيرون ينتظرون روايته لأحداث أساسية في تاريخ بلادنا الراهن، شارك في صنع بعضها وكان شاهدا على البعض الآخر. ذاكرة الجبلي ليست مصدرا عاديا للقراء والمهتمين، فهو فضلا عن كونه مقاوما ومناضلا وطنيا من الصف الأول، امتاز بتحليله الخاص للأحداث والمسارات، ومواقفه التي غالبا ما جعلته يبتعد عن مسارات سار فيها رفاقه، ابتداء من حركة المقاومة المسلحة، مرورا بمرحلة الصراع حول بناء الدولة المستقلة، وانتهاء بتقييم هذا المسار ومآلاته. يفتح الجبلي ذاكرته لقراء «زمان» في هذا الحوار المطول، مقدما الكثير من التفاصيل والتحليلات الغنية وغير المسبوقة، حول عدد من الأحداث والقضايا. غني عن الذكر أن الذاكرة ليست هي التاريخ، هذه رواية الجبلي، تكمل أحيانا وتختلف أحيانا أخرى عن روايات شائعة حول بعض الأحداث والقضايا. لكن لرواية الجبلي قيمتها الخاصة، فهو كان دوما في الصفوف الأولى، حريصا على الدقة والتنظيم المحكم للمبادرات المقاومة والسياسية، جريئا في الإعراض عن رفاقه والاختلاف معهم حين يظهر له أن ما هم عليه لا يوافق تحليله الخاص للظروف والسياقات. تزامنا مع صدور مذكراته المرتقبة تحت عنوان «أوراق من ساحة المقاومة المغربية»، يستعيد الجبلي في هذا الحديث المطول، مع قراء زمان، ذكرياته حول محطات مفصلية من تاريخنا الراهن. الخلافات حول بناء الدولة المستقلة، حول خط حزب الاستقلال وحركة المقاومة، المواجهة مع القصر، الاغتيالات السياسية، اغتيال عباس المسعدي، محاسبة واسترجاع ممتلكات الخونة، مؤامرة اغتيال ولي العهد ومنعطف الثورة على النظام، خلفيات وأسرار تكشف لأول مرة حول محاولة انقلاب 1963، ثم الخلافات مع رفاق الدرب حول الخط الواجب نهجه لتحقيق التغيير. وتقدم زمان مقتطفات مختارة مما جاء في مذكراته.
حاوره إسماعيل بلاوعلي
تتمة الملف تجدونها في العدد 24من مجلتكم «زمان»