شاءت الصدف أن تتزامن الذكرى الخمسون لاختطاف المهدي بنبركة في باريس مع رحيل شاهد أساسي من المطلوبين للعدالة في هذه القضية. قبل بضعة أيام توفي بوبكر الحسوني، أحد الأشخاص الخمسة المشمولين بمذكرات التوقيف الشهيرة التي أعلن باتريك راماييل قاضي التحقيق الفرنسي إطلاقها في أكتوبر 2007. تتجلى أهمية الحسوني في أنه يرجح أن يكون حاضرا في باريس لحظة اختطاف بنبركة في 29 أكتوبر 1965، ويفترض أنه كان ممرضا يشتغل لصالح جهاز المخابرات المغربية “الكاب 1”. لذلك كانت العدالة، في إطار الإنابة القضائية ما بين فرنسا والمغرب، تعول عليه للحصول على معلومات حول مصير المهدي بنبركة. عندما تعذر على باتريك راماييل الاستماع إليه، أطلق مذكرات البحث الشهيرة في حقه وحق 4 أشخاص آخرين هم: ميلود التونزي، عبد الحق العشعاشي، ضابطا “الكاب 1” سابقا، والجنرال حسني بنسليمان، الذي كان ملحقا بوزارة الداخلية في 1965، والجنرال عبد الحق القادري، الذي كان ملحقا بالسفارة المغربية في باريس حينئذ. لكن الحكومة الفرنسية جمدت مذكرات التوقيف، كما استمرت السلطات المغربية من جهتها، في عدم الكشف عن أية معطيات تهم مصير بنبركة، إذ لم يصدر لحد اليوم أي جديد عن المجلس الوطني لحقوق الإنسان، وهو المؤسسة المسؤولة عن متابعة البحث في ملفات المختفين مجهولي المصير ما بين 1956 و1999، وعلى رأسهم المهدي بنبركة.
أي نتيجة
View All Result