عادت ظاهرة الهجرة السرية للمغاربة إلى أوربا بقوة، باستعمال القوارب والزوارق المطاطية. لكن هذه المرة باعتماد مواقع التواصل الاجتماعي.
أفادت المنظمة الدولية للهجرة أن الهجرة عبر البحر في المتوسط في 2018 هي الأكثر ارتفاعا خلال العشرين عاما الماضية، مشيرة إلى أن عدد المهاجرين غير الشرعيين بلغ خلال هذا العام 25101 شخصا.
ويفسر محمد بنعيسى، رئيس مرصد الشمال لحقوق الإنسان، هذه العودة المتنامية لهجرة المغاربة نحو أوربا بسوء الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية في المغرب.
غير أن اللافت، هذه المرة، هو استعمال مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة “فيسبوك”، لاستقطاب الراغبين في الهجرة.
وقال مصطفى الخلفي، الوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني الناطق باسم الحكومة، إن هناك «التقاء في هذا المجال بين شبكات الهجرة السرية والاتجار في البشر والاتجار في المخدرات»، فيما يمكن اعتباره اتهاما لهذه الشبكات في انتشار الظاهرة على مواقع التواصل الاجتماعي.
وأشار الخلفي إلى أن المغرب استطاع، خلال عام 2018، إحباط 54 ألف محاولة وعملية تهجير سري نحو أوربا. وجاءت تصريحات الخلفي غداة انتشار مقاطع فيديو، على نطاق واسع، يظهر فيها أصحاب قوارب يدعون الراغبين في الهجرة إلى الركوب معهم.
وكشف مرصد الشمال لحقوق الإنسان أن نسبة المغاربة «الذين يركبون البحر في اتجاه الفردوس الأوربي وصلت، في الأيام الأخيرة، إلى 20 في المائة من مجموع المهاجرين السريين الذين يغادرون الشواطئ المغربية نحو إسبانيا، بعدما كانوا لا يمثلون سوى 5 في المائة من المهاجرين السريين حتى بداية العام الجاري». وتفيد إحصاءات ميناء مدينة مليلية بأن 19 ألف طفل مغربي حاولوا اقتحام السياج المحيط بالميناء خلال السنة الماضية، وهو ما يعزز تنامي الظاهرة.
وغالبا ما تنتهي “رحلات الموت” تلك بمآسي، غرقا أو سقوطا بين أيدي عصابات الاتجار في البشر بمجرد الوصول إلى أوربا.
وعرفت أواخر الشهر الماضي مقتل شابة مغربية، تبلغ 20 سنة، بعد إطلاق البحرية الملكية للرصاص على قارب كان يحمل مرشحين للهجرة في المياه الإقليمية المغربية. وفيما فتحت السلطات تحقيقا، قال سعد الدين العثماني رئيس الحكومة، يوم 30 شتنبر الماضي، «إن المهربين هم من يتحملون المسؤولية وليس البحرية الملكية».