تمثل معركة أنوال إحدى أروع صفحات المقاومة، في شمال المغرب، ضد المحتل الإسباني، حيث مكنت محمد عبد الكريم الخطابي من الاستقلال بمنطقة الريف مدة 6 سنوات (1921-1926). بيد أنها أغضبت الشريف أحمد الريسوني، الذي كان إلى أمد قريب، رمز المقاومة الأول في منطقة جبالة. في حوار مع الصحافي الإسباني، ما نويل أورتيغا، لم يخف سيد الجبل أسفه لما حدث. الريسوني أجاب أورتيغا عندما سأله عن الانطباع الذي خلفته معركة أنوال في نفسه بالقول: «أقسم لك بأعز ما أملك، أنني شعرت بحزن شديد لما حدث. لم أكن أعتقد أن إسبانيا يمكن أن تعاني في المغرب كل هذه المرارة. أسفت كثيرا لوفاة الجنرال سلفيستري، الذي كان عدوي الشخصي. أتعلم؟ لقد ملكت سابقا وأملك الآن القوى الكافية التي أستطيع بها الاستفادة من كارثة أنوال، ورغم ذلك لم أفعل. بل على العكس، كتبت إلى الجنرال بيرينغير (المفوض السامي بتطوان) أخبره بأنه، في هذه الأوقات الصعبة، لن يسمع دوي ولو رصاصة واحدة في منطقة جبالة ضد إسبانيا المكلومة».
استقبال الريسوني لأورتيغا جاء بعد توقيع سيد الجبل معاهدة سلام مع إسبانيا في ماي 1922، لتبدأ مرحلة جديدة من التعاون بينهما، لم يكتف خلالها الريسوني بجمع المعلومات عن الريفيين لصالح حليفه الجديد، بل طالب بتوجيه ضربات عسكرية جوية لقوات محمد بن عبد الكريم الخطابي. في يناير 1925، بادر الشريف الريسوني بنفسه إلى شن هجمات ضد قوات أمير الريف، فرد الأخير بحملة حاسمة انتهت باستسلام الريسوني وأسره، حيث ظل أسيرا في قبضة الخطابي إلى أن توفي سنة 1925.
أي نتيجة
View All Result
كذب وتلفيق على رجل الجبال الصالح المستقيم الذي يكره المستعمر اشد الكره كذب وتلفيق