بعد جولة حول العالم للترويج لسينما الأخوين لوميير، دخل گابرييل فير القصر السلطاني من الباب الكبير. ومعه وبفضله، اكتشفت الإمبراطورية الشريفة التصوير الفوتوغرافي والكهرباء والهاتف، وأيضا الراديو.
وصل گابرييل فير المغرب، ذات يوم من عام 1901، ولم يتأخر في لقاء السلطان مولاي عبد العزيز الذي طلب منه تعليمه فن التصوير، وإطلاعه على الاختراعات الجديدة، قبل أن تنطلق مغامرات فير في أرض الإيالة الواسعة.
جولة حول العالم في 80 يوما
حين حصل گابرييل فير على دكتوراه في الصيدلة من جامعة ليون، عام 1896، فُجِع بوفاة والده الذي لم يترك إرثاً ولا فلساً. وكان عليه أن يبحث عن عمل لإعالة والدته وإخوانه وأخواته الخمس. فكر، أولا، في افتتاح صيدلية، لكنه لم يكن يملك ما يكفي من المال الذي يسمح له بذلك. في تلك الأثناء، اقترح عليه أحد أقربائه الاشتغال لدى الأخوين لوميير، الذين كانا قد أطلقا مشروعا في صناعة السينما عام 1895، وكانا في حاجة إلى تقنيين للسهر على عرض شاشات عامة، في فرنسا والخارج، قصد الترويج لاختراعهم. هكذا، وجد فير نفسه ينخرط في مشروع الأخوين الذين عرضا عليه السفر إلى الخارج. لم يكن أمامه إلا القبول، نظرا لوضعه المادي المزري. ووعد عائلته بأنه بعد العودة سيستثمر المال الذي سيجنيه في افتتاح صيدلية، ومساعدتها على الرقي الاجتماعي والمادي. في يوم 11 يوليوز 1896، استقل الشاب الطموح والمتعطش للمغامرة باخرة “لا كاسكون” التي قادته في رحلة، دامت 8 أيام، إلى نيويورك أولا، ومنها أخذ القطار إلى مكسيكو. هناك، عرض أفلام دار لوميير، التي لقيت إقبالا ونجاحا منقطع النظير. ثم واصل مهمته في اتجاه كوبا، باناما، فنزويلا، كولومبيا وجزر الهند الغربية. كان النجاح حليفه دائما.
أمين الجزولي
تتمة المقال تجدونها في العدد 81 من مجلتكم «زمان»