ما هي علاقة المغاربة بأمريكا الجنوبية؟ وكيف وصلوا أول مرة إلى الدول اللاتينية؟ وما طبيعة العلاقة التي ربطت الطرفين؟ مثل هاته الأسئلة وغيرها أجابت عنها بعض الدراسات التاريخية ولو على قلتها، وأشارت إلى أن البعد الجغرافي لم يكن عائقا في وجه المغاربة للوصول إلى القارة اللاتينية والاستقرار بها منذ عدة قرون خلت.
للحديث عن تاريخ المغرب وعلاقته مع جيرانه البعيدين، أمريكا اللاتينية، فإن الأمر يقتصر، بحسب ما حددته الدراسات التاريخية، على الهجرة المتبادلة بين البلدين القائمة بالأساس على البحث عن موارد وثروات غنية، توجت بعد ذلك بالعلاقات الدبلوماسية. تشير الأبحاث حول هذا الموضوع إلى أن سكان أمريكا اللاتينية تعرفوا على المغرب قبل أن يتمكن هذا الأخير من التعرف عليه أو أن يطأ أبناؤه قدمهم في القارة اللاتينية، وأولها المكسيك. والأمر تفسره الأوضاع التي كانت عليها شبه الجزيرة الإيبيرية وعلاقتها مع المغرب. فالإسبان والبرتغاليون بلغوا الضفة الأمريكية، وفي نفس الوقت كانوا متوغلين وفي حالة مد وجزر مع المغرب. وابتداء من القرن السادس عشر للميلاد، ستتطور العلاقات بين القارة الإفريقية واللاتينية بأشكال وظروف متنوعة. اتصل المغرب بعدد من دول أمريكا اللاتينية ابتداء من القرن الثامن عشر، وتلاه التواصل بشكل مكثف، رغم البعد الجغرافي، في القرنين المواليين، على شكل علاقات تجارية ودبلوماسية، وانتهت باستقرار عائلات مغربية في العديد من الدول اللاتينية، أبرزهم: البرازيل، والمكسيك وفنزويلا والأرجنتين كذلك.
بالمكسيك.. سمعة المغرب تسبقه
للرجوع إلى الإرهاصات الأولى للعلاقة بين المغرب والمكسيك، (والقارة الأمريكية عموما)، يؤكد الباحثون على ضرورة الاستناد، بل والبدء بالشخصية المحورية بين الطرفين، وهو إصطيبانيكو الأزموري، أو مصطفى الزموري، الذي اكتشف مناطق شاسعة في ما يعرف بأمريكا الوسطى والجنوبية، وساعد الأوربيين على التوغل في تلك القارة الجديدة عليهم.
غسان الكشوري
تتمة المقال تجدونها في العدد 81 من مجلتكم «زمان»