أوفد الأمير الدلائي حاكم مدن مصب وادي أبي رقراق الثلاثة، في ربيع ،1659 سفارة إلى هولندا، تكونت من ثلاثة رجال وامرأة، ما تزال أسبابها مرافقتها للوفد غامضة.
بعد وفاة السلطان السعدي (1603) أحمد المنصور، الملقب بالذهبي، انهارت الدولة نظرا لعدم التوافق على خلافته حيث دخل أولاده ثم حفدته في منافسة اكتست طابع العنف في غالب الأحيان. ونظرا لضعف السلطة المركزية، ظهرت طموحات إقليمية لخلافة السعديين .كان ذلك في سوس مع السملاليين وعاصمتهم إيليغ، وفي تافيلالت مع السجلماسيين العلويين وعاصمتهم الريصاني، وفي الأطلس مع الدلائيين وعاصمتهم زاوية الدلاء، والمجاهد العياشي وعاصمته سلا، والخضر غيلان في الشمال وعاصمته القصر الكبير، إضافة إلى الشبانات بمراكش والنقسيس في تطوان وأعراس في الريف. وسط هذا التمزق في النسيج السياسي والاجتماعي، تمكنت زاوية الدلاء من تجميع قوات قتالية مهمة فاستولت على مكناس ثم فاس ثم هضاب الغرب، وأخيرا دخلت مصب أبي رقراق وبسطت نفوذها على مدن المصب الثلاثة، سلا ورباط الفتح والأوداية… فورا، عين الشيخ الدلائي ولده عبد لله أميرا حاكما على منطقة متفتحة على البحر، تنشط فيها حركة قرصنية قوية إلى جانب مبادلات تجارية وازنة.
بسرعة، وجد الحاكم الدلائي نفسه في مواجهة أطماع أوربية، تجسمت في محاصرة الوادي، بواسطة قطع حربية تود فرض شروطها في المفاوضات الجارية حول موضوعين أساسيين؛ أولا إطلاق سراح الأسرى واستعادة السفن المحتجزة، ثانيا التوصل إلى اتفاق يمنع البحارة السلاويين من الاستيلاء على السفن الأوروبية وهي تمخر عُباب المحيط.
الصديق معنينو
تتمة المقال تجدونها في العدد 115 من مجلتكم «زمان»