تسبب شح المواد الغذائية بسبب الحرب العالمية الثانية، وموجات جفاف قاسية ووباء الحمى الراجعة، في مجاعة رهيبة ضربت المغرب سنة 1945 وجعلت هذه السنة “عاما للجوع”، أو “بوهيوف”. كيف عاش المغاربة هذه المحنة؟ وكيف قادتهم نحو الانفتاح على مواد غذائية جديدة؟
تظافرت قساوة الطبيعة ومأساة الاستعمار لتجعل من سنة 1945 واحدة من أحلك الفترات التي مر بها المغاربة في تاريخهم المعاصر.
بسبب الجفاف والحرب العالمية الثانية ووباء الحمى الراجعة كان عام 1945 «عام الجوع» أو «عام بوهيوف» كما احتفظت بتسميته الذاكرة الجماعية. مجاعة رهيبة أسفرت عن هلاك ما يقارب 300 ألف شخص، حسب ما يرجحه بوجمعة رويان في دراسته حول هذه الفترة، ضمن أطروحته «الطب الكولونيالي الفرنسي بالمغرب 1912 – 1945».
لم يغير الاستعمار كثيرا من واقع الارتهان لرحمة السماء في ضمان محصول من الحبوب يكون كافيا لتلبية الحاجيات الغذائية لمعظم المغاربة. فإلى حدود تلك الفترة كانت الحبوب بمختلف مشتقاتها أساس التغذية في المغرب، وخاصة في العالم القروي ووسط الفئات الفقيرة. فكانت المجاعات شبحا يتربص بالمغاربة كلما شحت الأمطار. وهكذا شهدت فترة الحماية ثلاثة مجاعات كبرى سنوات 1913 و1937 ثم 1945. لا شك أن هذه الأخيرة كانت الأشد وطأة لكونها حدثت في ظل سياق عام سمته الأبرز، الشح والندرة، نظرا لظروف الحرب العالمية الثانية.
من «عام البون» إلى «عام الجوع»
قبل مجاعة 1945 كانت فرنسا غارقة في محرقة الحرب العالمية الثانية، فكان لمستعمراتها نصيب من هول هذه الحرب. ففي 1941 سنت السلطات الفرنسية في المغرب نظاما استثنائيا لتموين السوق الداخلية في المغرب بالمواد الغذائية، بعد أن تناقص نصيب هذه السوق من المواد التي أضحت توجه نحو جبهات القتال. وقد استمر العمل بنظام التموين إلى غاية سنة 1949.
مروان الجزولي
تتمة المقال تجدونها في العدد 5 من مجلتكم «زمان»