عاش شمال إفريقيا، في مرحلة ما قبل الإسلام، قوسا اسمه الوندال. غرباء قدموا من أقصى شمال أوربا ورحلوا بسرعة بعد أن طبعوا تاريخ المسيحية في المنطقة.
قطع الوندال طريقا طويلا من أقصى شمال أوربا قبل أن يصلوا إلى المغرب سنة 429 م ويشيدوا دولة في شمال إفريقيا استمرت لحوالي قرن من الزمن. خلافا للصورة الشائعة اليوم التي تربط اسم هذا الشعب الجرماني بالعنف والتخريب، تظهر المصادر التاريخية أنه لم يكن أكثر عدوانية من الروم والبيزنطيين أو القبائل الجرمانية التي ورثت معه مناطق نفوذ الامبراطورية الرومانية في أوربا.
لم يكن هؤلاء الغزاة الرحل الشعب الجرماني الوحيد الذي بلغ أقصى الجنوب الاسباني مطلع القرن الخامس الميلادي، بعد رحلة قرنين من المواجهات والتحالفات مع الروم وشعوب جرمانية أخرى نزحت معه من أقصى الشمال الأوربي. لكن الوندال انفردوا عمن نزح معهم من الجرمان بأن عبروا مضيق جبل طارق، ليبدؤوا مغامرة جديدة أفضت بهم إلى طي صفحة الوجود الروماني في شمال إفريقيا.
مع الأمازيغ ضد الروم
في ماي 429 م نجح جنسريق، ملك الوندال، في بلوغ سواحل طنجة وسبتة. في تلك الفترة كان شمال إفريقيا مقسما بين إمارات أمازيغية مستقلة ومناطق نفوذ الامبراطورية الرومانية. كانت الامبراطورية قد دخلت مرحلة صعبة سوف تنتهي بسقوط عاصمتها روما. ثم انتقال مركز ثقل الامبراطورية نحو الشرق لتصبح القسطنطينية (اسطنبول في ما بعد) عاصمة للامبراطورية الرومانية الشرقية أو “البيزنطية” كما أضحت تسمى. بين هذين الحدثين البارزين في تاريخ حوض البحر الأبيض المتوسط وصل الوندال إلى المغرب.
إسماعيل بلا وعلي
تتمة المقال تجدونها في العدد 1 من مجلتكم «زمان»
العنوان هو الوندال عابرون في شمال افريقيا والحقيقة انهم حكموا شمال افريقيا لقرنين ولم يغادروها اطلاقا وهم بيننا الان انهم المكون الاساسي للامازيغ