يعد نايف حواتمة، مؤسس وقائد الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، من أبرز رموز اليسار الجديد في فلسطين والعالم العربي، إذ ساهم على مدى عقود في النضال ضد الاحتلال الإسرائيلي، وفي الدفاع عن أفكار التقدم والوحدة العربية. في ما يلي، وجهة نظر، حواتمة حول آخر تطورات القضية الفلسطينية والأوضاع في الشرق الأوسط.
توصلت حركتا فتح وحماس أخيرا إلى توافق وطني وتشكيل حكومة وحدة بعد سبع سنوات من الانقسام .كيف تنظر لأفق القضية الفلسطينية بعد هذا المستجد؟
الشعب الفلسطيني يريد إسقاط الانقسام. مرت 7 سنوات عجاف من الانقسام بسبب مصالح ذاتية وحزبية ضيقة في صفوف قيادة فتح وقيادة حماس .في 14 يونيو 2007 لجأت حماس إلى السلاح ووضعت يدها بالقوة على قطاع غزة، وفرضت سلطتها، ووقع الفصل بين أبناء شعبنا في الضفة الفلسطينية وقطاع غزة. نحن شعب واحد ناضلنا طويلا من أجل أن نكون شعبا موحدا في الوطن المحتل وفي أقطار اللجوء والشتات. وحمينا الوحدة الوطنية، نحن وفتح وفصائل أخرى أعضاء بمنظمة التحرير، ثلاثين عاما من 67 إلى عام 96. في سنة 96 جرت انتخابات السلطة الفلسطينية بموجب اتفاقية أوسلو الجزئية المعلومة، قاطعتها كل الفصائل الفلسطينية ما عدا فتح. فكانت النتيجة أن المجلس التشريعي المنتخب لا يمثل الشراكة الوطنية وكل مكونات وتيارات الشعب الفلسطيني، بل حالة من الاحتكار الفتحاوي.
في سنة 2006 جرت انتخابات جديدة بموجب قانون انتخابي مختلط، 50 بالمائة من المقاعد تنتخب وفق قاعدة التمثيل النسبي، و50 بالمائة الأخرى تنتخب على مستوى الولاية بالصوت الأكثري. كانت النتيجة أن تسلمت حماس السلطة، لكن حكومة الشراكة الوطنية التي تشكلت لم تعمر طويلا، بفعل الانقلاب المسلح الذي قامت به حماس كما قلت في 14 يونيو 2007.
لكن البعض يرجع الانقسام إلى رفض وصول إسلاميي حماس للسلطة؟
هذا كلام غير صحيح. الذي حصل هو أن حماس احتلت المرتبة الأولى في الانتخابات، وتلتها القوى الأخرى وخاصة الممثلة في منظمة التحرير، فتح والجبهة الديمقراطية وحزب الشعب وقوى أخرى، فتشكلت حكومة ائتلافية. لكن هذه الحكومة لم تعجب حماس، ولذلك حاولت فرض هيمنتها الإيديولوجية والسياسية لأسباب حزبية خاصة. لكنها لم تتمكن من تحقيق ذلك بضربة واحدة في غزة والضفة، فلجأت إلى القوة المسلحة في غزة وفصلتها عن الضفة. بعد ذلك ضغطنا، رفقة قوى ديمقراطية وطنية فلسطينية عديدة من فصائل منظمة التحرير، على حماس وفتح وفرضنا عليهم أن يأتوا إلى حوار وطني شامل.
حاوره إسماعيل بلاوعلي والطيب بياض
تتمة الحوار تجدونها في العدد 9 من مجلتكم «زمان»