من مشاهير المتصوفة وصاحب مذهب قائم على البذل والتصدق حيث أن إسمه وراء عادة منتشرة في المغرب وهي العباسية المرادفة للكرم والعطاء.
نحتت “العباسية“، التي أصبحت طقسا اجتماعيا منتشرا في المغرب، من اسم شخصية معروفة جدا في المجال المغربي عامة ومراكش خاصة. إنها شخصية أبي العباس أحمد بن جعفر الخزرجي المعروف بالسبتي أو سيدي بلعباس كما يصطلح عليه اليوم. ويعطي انطباع هذه الشهرة أننا إزاء رجل لدينا ما يكفي عن حياته ومسارها، فهل الأمر فعلا كذلك؟ وما هو مصدر شهرته التي استمد منها الطقس اسمه؟ تكاد المعلومات المضبوطة عن حياة السبتي تكون معدودة على رؤوس الأصابع، كتاريخ ومكان مولده، وتاريخ ومكان وفاته… وما عاداها تحتاج إلى تمحيص وتأمل ومناقشة.
السبتي يترك الحياكة للتعلم
ولد أبو العباس السبتي سنة 524هـ/ 1130م بسبتة في أسرة معوزة فقدت معيلها، فاضطرت والدته الأرملة إلحاقه بورشة نَسَّاج لتعلم الحرفة مقابل أجر زهيد يتقاضاه. لم يكن الطفل أبو العباس راغبا في ولوج عالم الحرف اليدوية، بقدر ما كان راغبا في التعلم. هكذا كان يفر من ورشة الحياكة صوب كُتَّابِ أبي عبد لله محمد الفخار، وفي كل مرة كانت الأم تعود به إلى الورشة بعد معاقبته. وهكذا دواليك، إلى أن تدخل المعلم، ملتزما بأداء ما كان يتقاضاه من أجرة الحياكة، وتعليم الطفل لما آنسه فيه من تعلق بالعلم وتعطش للمعرفة. ولعل هذه الرعاية الخاصة التي تلقاها من معلمه، كانت حافزا لسرعة تعلمه، فلم تمض ست سنوات حتى حفظ القرآن ورسالة أبي زيد القيرواني وفنونا من العربية والأدب. إلى هنا، يبدو الأمر عاديا في حياة السبتي الطفل، غير أنه من هذه اللحظة، بدأت الحكايات تتناسل عن نبوغه وعن بداية تشكل مساره الصوفي.
محمد ياسر الهلالي
تتمة المقال تجدونها في العدد 8 من مجلتكم «زمان»