عندما توفي أحمد الهيبة في بلدة كردوس، لم يكن عمره يتجاوز 54 عاما، لكنه خلال فترة حياته القصيرة حاول أن يقف حجرة عثرة في وجه التغلغل الاستعماري في المغرب، بل بويع سلطانا في مراكش. بورتريه يروي قصة الرجل.
استطاع أحمد الهيبة ماء العينين أن يحصد بيعة قبائل سوس والصحراء، ويدخل مراكش عاصمة الجنوب، ويخضع لسلطانه قواد الجنوب الكبار، الكلاوي والمتوكي والعيادي وولد منو، ويعلن نفسه أميرا للمؤمنين. استكمل «السلطان الأزرق» أو «أمير الجهاد»، هكذا كان يلقب، حركة الجهاد التي أطلقها والده ضد المستعمر الفرنسي، لكن قلة خبرته السياسية والعسكرية وتفوق العدو العسكري الواضح انتهيا به إلى الهزيمة.
لم تكن ثورة أحمد الهيبة، انطلاقا من تزنيت سنة 1910، في الحقيقة إلا امتدادا للعمل الذي بدأه والده الشيخ ماء العينين منذ زمن طويل. فعندما ولد أحمد، أو أحمد هبة لله وهو اسمه الأصلي، في مارس سنة 1876 بمدينة أطار ببلاد شنقيط، كانت علاقة والده بالسلاطين المغاربة ممتدة منذ قرابة عشرين عاما. ويعود أول ارتباط لماء العينين بسلاطين المغرب إلى منتصف القرن التاسع عشر، وبالضبط سنة 1857، عندما زار هذا الشيخ الشنقيطي، وهو في طريقه إلى الحج، السلطان المولى عبد الرحمان. وتوثقت هذه العلاقة بين ماء العينين وسلاطين المغرب، فسجل له المؤرخون وفادته على خمس سلاطين علويين: مولاي عبدى الرحمان، سيدي محمد بن عبد الرحمان، مولاي الحسن، مولاي عبد العزيز ومولاي عبد الحفيظ.
خالد الغالي
تتمة المقال تجدونها في العدد 12 من مجلتكم «زمان»