لا تنطوي الانتخابات الجماعية على رهانات محلية فقط، بل كثيرا ما تدل على رهانات سياسية تكون حاسمة أحيانا .كذلك كان الشأن بالنسبة لانتخابات ،2003 خاصة في الدارالبيضاء، التي يمكن اعتبارها معركة عبد الرحمان اليوسفي الأخيرة.
عشية إحياء الذكرى الثامنة والثلاثين لاختفاء المهدي بنبركة في أكتوبر 2003، اختار عبد الرحمان اليوسفي الإعلان عن استقالته من الحزب الذي شارك وإياه في تأسيسه سنة 1959. لم يغادر اليوسفي السياسة ويعتزل الإعلام فحسب، بل أرجع بطاقة العضوية في حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، كما يذكر أحد القريبين منه. كانت تلك طريقته للتعبير عن احتجاج عميق على الذين اعتبر أنهم وقفوا، داخل وخارج حزبه، في وجه مشروع التغيير الذي بدأ سنة 1998 ولم ينته سنة 2002. النهاية الفعلية للتناوب التوافقي كانت في خريف السنة الموالية. بنهاية مسلسل الانتخابات الجماعية لسنة 2003 وفشل رهان اليوسفي على فوز حزبه برئاسة مجلس مدينة الدارالبيضاء، أو «عمودية» هذه المدينة، انتهت آخر معاركه السياسية. معركة الدارالبيضاء، والانتخابات الجماعية عموما، كانت بالنسبة لليوسفي بمثابة الفرصة الأخيرة لاستعادة المبادرة داخل حزبه، لعله يصبح أكثر قدرة على تصحيح مسار التوافق الذي زاغت سكته مع «الخروج عن المنهجية الديمقراطية»، سنة 2002.
إسماعيل بلاوعلي
تتمة المقال تجدرنها في العدد 22-23 من مجلتكم «زمان»