بثت القناة الفرنسية الثالثة فيلما وثائقيا عن المعارض اليساري الراحل المهدي بنبركة، بالتزامن مع الذكرى الخمسين لاختفائه في أكتوبر سنة 1965. حمل الفيلم الذي أخرجه الصحافي جوزيف تيال عنوان “بنبركة: الهوس”. في الوقت ذاته، تأسست في باريس هيأة للمطالبة بالحقيقة ودعم عائلة بنبركة. أما جنائيا، فما تزال القضية تراوح مكانها. يقول البشير بنبركة، نجل الراحل والناطق الرسمي باسم العائلة، عن الفيلم الجديد: “لا يكشف هذا التحقيق معطيات صادمة، لكنه يمكن أن يساعد على الدفع بالعدالة قدما، إذا كان القائمون عليها يريدون ذلك طبعا”.
اعتمد الفيلم الوثائقي على وثائق ملف التحقيق القضائي وعلى ما جمعه الصحافي جوزيف تيال من معطيات خلال 25 سنة من التحقيق في الملف، إضافة إلى شهادات، لأول مرة، لسجناء سابقين في عهد الملك الحسن الثاني، وشهادة قاضي التحقيق الفرنسي السابق باتريك رماييل، وموريس بوتان محامي عائلة بنبركة، والصحافي جيل بيرو. ويسلط الفيلم الضوء على مناورات الأجهزة السرية المغربية، وعلى التعثرات والاختلالات القضائية التي يعرفها الملف، وعلى دور العلاقات الدبلوماسية الفرنسية المغربية في عرقلة الملف، والدور المفترض للأجهزة السرية الإسرائيلية. “هدفي هو طرح الأحداث كما جرت بشكل بسيط قبل خمسين سنة. فخلال كل هذه السنين، جرى كل شيء من أجل تعقيد القضية أكثر، بهدف جعل المتورطين بعيدا عن يد العدالة. وهؤلاء ما يزال أغلبهم على قيد الحياة”، يوضح جوزيف تيال الذي تعرض خلال إعداده الفيلم لمراقبة أمنية من قبل بعض العملاء السابقين للأجهزة الاستخباراتية المغربية.
في المقابل، ما تزال قضية بنبركة تراوح مكانها جنائيا. يقول البشير بنبركة: “فرنسا تتذرع بأسرار الدفاع، بينما لا يرد المغرب وإسرائيل على الإنابات القضائية”. في هذه الأثناء، تشكلت هيأة للحقيقة في العاشر من شتنبر، بهدف تقديم الدعم للطرف المدني (عائلة بنبركة ومن معها). يترأس هيأة الدعم رجل القانون المعروف لويس جويني، وتضم إلى جانبه شخصيات معروفة، كالسياسي بيير جوكس، والفيلسوف ريجيه ديبراي، والممثلة جوسيان بلاسكو. وستكون أول خطوة هي نشر بيان يدعو إلى الكشف عن الحقيقة الكاملة في قضية اختفاء المهدي بنبركة وملابسات وفاته.
أي نتيجة
View All Result