وقعت ماريا تير ميتلن، رفقة زوجها وعدد من مواطنيها الهولنديين، في أسر قراصنة مغاربة. غير أن جمالها شفع لها في أن تحظى برعاية سلاطين في وقت كان المغرب يعيش فوضى.
كانت السفينة متجهة من إشبيلية نحو سان لوكار، في السابع من يوليوز 1731، حين هبت رياح عاصفة، مصحوبة بزخات مطرية قوية، زرعت الرعب في ركاب السفينة، الذين لم يكن عددهم يتجاوز أحد عشر فردا. تسببت هذه الظروف الصعبة في دفع السفينة إلى الابتعاد عن السواحل البرتغالية، والتوغل في مياه المحيط الرهيبة. حاول ربان السفينة، بعد انفراج الأجواء، التوجه نحو المياه التي تمكن من الوصول إلى هولندا. وبعد الإبحار لوقت يسير، إذا بمركب مغربي يباغت السفينة، التي نجت بأعجوبة من العاصفة الهوجاء لتواجه خطرا من نوع آخر. تعالت أصوات المهاجمين المغاربة الذين كان مركبهم مجهزا بعشرين مدفعا، وعلى متنه مائة وخمسون رجلا. حاول ربان السفينة المناورة من أجل إنقاذ من معه من الركاب، إلا أنه فشل لأن المركب المغربي كان أسرع منه. كان من بين الركاب الإحدى عشر سيدة هولندية جميلة تدعى ماريا تير ميتلن
(MARIA TER MEETELEN)، رفقة زوجها وكلبها الصغير. تمكن المغاربة من صعود السفينة والسيطرة عليهما، تمنت الموت قبل أن يأخذها المغاربة أسيرة. كانت تعلم أن جمالها وجاذبيتها سيتسببان لها في الكثير من المتاعب، استسلم كل من كان على متن السفينة. أحست ماريا بغم وحزن كبيرين، بعد علمها أن الأسر قد يؤدي إلى فراقها عن زوجها. كادت هذه الأفكار الرهيبة تخنق أنفاسها.
عبد المالك ناصري
تتمة المقال تجدونها في العدد 44 من مجلتكم «زمان»