تشهد الآثار المتبقية من وليلي على أهمية مدينة كانت عاصمة لعدة حضارات، قبل وبعد مجيئ الإسلام. عودة لتاريخ مدينة ليست ككل المدن.
تقع وليلي في الضفة اليمنى لواد خومان على بعد ثلاثة كيلميترات غرب مولاي ادريس زرهون وثلاثين كلم من مدينة مكناس. ورد ذكرها في العديد من النصوص القديمة والوسيطية. يعود اهتمام الأوربيين بهذا الموقع إلى القرن 18 بعد زيارته من قبل جون ويندوس أحد أعضاء البعثة الإنجليزية إلى العاصمة مكناس على عهد مولاي إسماعيل سنة 1721، وقد ترك لنا عن هذا الموقع رسوما للمحكمة (البازيليك) وقوس النصر والباب الشمالي الشرقي للمدينة. ويرجع الفضل للباحث الفرنسي شارل تيسو في إيجاد تطابق ما بين وليلي وقصر فرعون الوارد في عدد من المصادر. اكتسبت وليلي أهمية خاصة، من بين مدن المغرب القديم لدورها كقطب جاذب في جنوب موريطانية الطنجية، وأيضا للدور السياسي الذي اضطلعت به خلال مراحلها التاريخية. فقد اعتبرها عدد من الباحثين عاصمة ليوبا الثاني ومقرا للبروكوراتور الروماني (الحاكم) في مرحلة لاحقة، بل تفيدنا عدة نصوص، بأنها استقبلت إدريس الأول الذي جعل منها عاصمة لدولته. بالنسبة لتسمية المدينة، فقد قدم الباحثون الأوروبيون في شأن أصلها ودلالاتها اقتراحات، يبدو أنها تعكس نظرتهم إلى تاريخ شمال إفريقيا القديم، والتي تهمش كل ما هو محلي أمازيغي.
مدينة الجبل
في هذا السياق، لم يستبعد أ.جودان أن يكون اسم وليلي قد أطلقه الرومان على المدينة. يعتقد هذا الباحث أن اسم «فولوبيليس» قد يكون مركبا من الجذر اللاتيني «فول: Vol»، الذي يعني المرتفع، ومن اللاحقة «LLi» التي تعني المدينة عند الإيبيريين، وبالتالي يكون معناها هو «مدينة الجبل». هذا التأويل الذي يقوم على تحريف واضح لاسم المدينة، ركز على البحث عن جذور الاسم في عدة أماكن باستثناء البيئة المحلية الأمازيغية. من الراجح أن اسم المدينة مشتق من كلمة «أَلِيلِي» التي تعني نبات الدفلة في اللغة الأمازيغية، وهو نبات ينتشر في المنطقة بكثرة.
سيدي محمد العيوض
تتمة المقال تجدونها في العدد 4 من مجلتكم «زمان»